قوله: (لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ):
يجوز أن يكون " عَاصِمَ " منفيًا مع " لا " في موضع رفع بالابتداء، و(مِنْ أمْرِ اللهِ): الخبر، فيتعلق بمحذوف.
و(الْيَوْمَ): ظرف لهذا الاستقرار المحذوف.
ولا يجوز أن يكون (الْيَوْمَ) ظرفا لـ " أَمْرِ اللهِ " عينه، كما زعم بعضهم؛ لأنه مصدر، ومعمول المصدر لا يتقدم عليه.
ولا يجوز أن يكون " الْيَوْمَ " صفة لِـ " عَاصِمَ "؛ لأن " عاصمًا " جثة، وظرف الزمان كما لا يكون خبرًا عن الجثة كذلك لا يكون وصفا لها، ولا حالًا منها.
واختلف في " عاصم "؛ قيل: هو اسم فاعل على بابه بمنزلة: ضارب وقاتل.
وقيل: بمعنى: معصوم، كـ "دافق": بمعنى: مدفوق".
وقيل: هو على. معنى النسب، بمعنى: لا ذا عصمة.
و(إِلا مَنْ رَحِمَ): على الوجه الأول: في موضع رفع على البدل من "عاصم" على المحل، وهو؛ بمعنى: الراحم، أي: لا مانع اليوم من عذاب الله إلا الراحم، وهو الله - تعالى -، وهو على هذا متصل.
والثاني: (مَن): منصوب محلا، وهو بمعنى: المرحوم، أي: لا مانع اليوم
من عذاب الله إلا من ﵀، وهو على هذا منقطع؛ لأن المفعول ليس من جنس الفاعل.
و" إِلا مَن رَحِمَ " على الوجه الثاني: في موضع رفع على البدل والاستثناء متصل، أى: لا معصوم من عذاب الله إلا من ﵀.
و" إِلا مَنْ رَحِمَ " على الثالث: في موضع رفع والاستثناء متصل، أي: لا ذا عصمة إلا من رحم الله.
قوله: (ابْلَعِي): يقال: بلِع - بكسر العين في الماضي، وبفتحها في المضارع.
1 / 331