234

فقال : أيد الله مولانا ، إن صح أن الذي استدرك على امرىء القيس هذا كان أعلم بالشعر منه فقد أخطأ امرؤ القيس وأخطأت أنا ، ومولانا يعلم أن الثوب لا يعرفه البزاز معرفة الحائك ، لأن البزاز لا يعرف جملته والحائك يعرف جملته وتفاريقه ، لأنه هو الذي أخرجه من الغزلية إلى الثوبية ، وإنما قرن امرؤ القيس لذة النساء بلذة الركوب للصيد وقرن السماحة في شراء الخمر للأضياف بالشجاعة في منازل الأعداء ، وأنا لما ذكرت الموت في أول البيت أتبعته بذكر الردى وهو الموت ليجانسه ، ولما كان وجه الجريح المنهزم لا يخلو من أن يكون عبوسا وعينه من أن تكون باكية قلت : ووجهك وضاح وثغرك باسم لأجمع بين الأضداد في المعنى وإن لم يتسع اللفظ لجميعها ، فأعجب سيف الدولة بقوله ووصله بخمسين دينارا من دنانير الصلات وفيها خمسمائة دينار.

وقال الثعالبي أيضا : أنشدت لسيف الدولة في وصف نار الكانون :

كأنما النار والرماد معا

وضوؤها في ظلامه يحجب

وأنشدني أبو الحسن أحمد بن فارس قال : أنشدني شاعر يعرف بالمتيم لسيف الدولة :

قد جرى في دمعه دمه

فإلى كم أنت تظلمه

وأنشدني غير واحد له في أخيه ناصر الدولة أبي محمد :

رضيت لك العليا وقد كنت أهلها

وقلت لهم بيني وبين أخي فرق

وهذا البيت عند ابن الأثير هكذا : أما كنت ترضى أن أكون إلخ.

وقال في المختار من الكواكب المضية : إن ناصر الدولة أكبر سنا من سيف الدولة

Halaman 256