Iclam Bi Man
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى ب (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)
Nombor Edisi
الأولى،١٤٢٠ هـ
Tahun Penerbitan
١٩٩٩م
Genre-genre
Biografi dan Kelas Sosial
بازان فيهما، وكان خان جهان وزير السلطان
غياث الدين أرسل مع ياقوت الغياثي خادمًا له يسمى حاجي إقبال، أرسله بصدقة أخرى
من عنده لأهل المدينة المنورة وجهز معه ما لا يبني له به مدرسة ورباطًا، وهدية إلى أمير
المدينة يومئذ جماز الحسيني، فانكسرت السفينة التي فيها هذه الموال وغيرها بقرب جدة،
صرح به المفتي قطب الدين محمد بن أحمد النهروالي في تاريخ مكة.
وبالجملة فإن السلطان غياث الدين كان من خيار السلاطين طار ذكره في الآفاق وقصده
الناس من البلاد الشاسعة، وبعث إليه الحافظ الشيرازي أبياته الرائقة منها قوله:
آن جشم جادوانه عابد فريب من كس كاروان سحر بدنباله ميرود
شكر شكن شوند همه طوطيان هند زين قند بارسي كه به بنكاله ميرود
حافظ زشوق مجلس سلطان غياث دين خامش مشو كه كار تو از ناله ميرود
توفي سنة خمس وسبعين وسبعمائة، كما في مهر جهانتاب.
حرف الفاء
مولانا فخر الدين الزرادي
الشيخ الفاضل العلامة فخر الدين الزرادي السامانوي ثم الدهلوي، الفاضل المشهور، أصله
من سامانه.
اشتغل بالعلم من صغر سنه ودخل دهلي، فقرأ على مولانا فخر الدين الهانسوي وشاركه
في القراءة والسماع القاضي كمال الدين الهانسوي والشيخ نصير الدين محمود الأودي، وكان
شديد الإنكار على الصوفية، يطعن في الشيخ نظام الدين محمد البدايوني ويشنع عليه،
فيكبر على الشيخ نصير الدين المذكور تشنيعه، وكان يحثه على أن يحضر مجلس الشيخ،
فدخل في حضرته مرة وأخذته الجذبة الربانية، فخضع له ولبس منه الخرقة ولازم الشيخ مدة
حياته مع قيامه على الدرس والإفادة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورحل إلى
بغداد وأدرك المشايخ وأخذ الحديث عنهم، ثم رجع إلى الهند وركب البحر فغرق.
وكان صادق اللهجة حر الضمير، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يهاب أحدًا ولا يترك كلمة
الحق عند السلطان الجائر، قال الكرماني في سير الأولياء: إن محمد شاه تغلق طلبه يومًا
يريد أن يتهمه ويؤاخذه في شيء، فقال: إني أريد أن أغزو التتر فعليك أن تحرض المؤمنين
على القتال! فقال الشيخ: إن شاء الله تعالى، فقال الملك: هذه كلمة شك، فقال: لا، بل هي
كلمة ينبغي أن تقال في الأمر المستقبل، فاحمر وجه الملك غضبًا وقال: أوصني بما ينفعني،
فقال: عليك أن تكظم الغيظ، فقال السلطان: أي غيظ؟ قال: الغضب السبعي، فغضب
السلطان أشد من الأولى فأخفاه، ثم أعطاه صرة مملوءة من الدنانير على الأقمشة الحريرية
ويريد يؤاخذه إن لم يأخذ، فأخذها قطب الدين الدبير أحد تلامذة الزرادي مخافة منه وكان
قائمًا عند الملك فخرج الزرادي سالمًا.
قال الكرماني: وكان متميزًا في أصحاب الشيخ نظام الدين المذكور بفصاحة اللسان وجودة
القريحة وسرعة الإدراك ولطافة الكلام، بارعًا في كثير من العلوم والفنون.
أخذ عنه الشيخ سراج الدين عثمان الأودي، ومولانا ركن الدين، وصنوه صدر الدين
الاندربتي، ومحمد بن المبارك الكرماني، وعمه الحسين بن محمود وخلق آخرون.
ومن مصنفاته العثمانية رسالة له في التصريف صنفها للشيخ سراج الدين عثمان المذكور،
ومنها الخمسين رسالة له في المسائل الكلامية مما يستصعبه الناس، ومنه كشف القناع عن
وجوه السماع ومنها أصول السماع وقد طالعت الأخير من تلك الرسائل.
ومن فوائده ما قال في أصول السماع:
اعلم أن أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: الفقهاء والمحدثون والصوفية، فالفقهاء سموا
المحدثين
2 / 185