162

Iclam Aclam

إعلام الأعلام بأدلة الأحكام

Genre-genre

ليس يخاف منه شيء ما غبر فلما أصبح عبدالمطلب غدا بمعوله إلى ذلك الموضع الذي قد أمر ومعه ابنه الحارث، ليس يومئذ له ولد سواه، وكانوا قد نحروا بالجزورة بقرة، فافلتت من جازرها بحشاشة نفسها حتى غلبها الموت في المسجد في موضع المسجد الحرام في موضع زمزم، فجزرت في مكانها، فأقبل غراب يبحث حتى نقر عن قرية النمل، فعلم عبدالمطلب أنه قد صدق في منامه، فتقدم وجعل يحفر هو وابنه الحارث، فجاءته قريش، قالت: ماهذا الصنيع، لم تحفر في مسجدنا؟ قال: إني لحافر هذا البئر ومجاهد من صدني عنها، فطفق يحفر هو وابنه الحارث، وسفهاء قريش وحسدتها ينازعونهما عليه، وينهى عنه أناس منهم لما يعلمون من عتق نسبه وصدقه، حتى بدالهم الطي الأول، فكبر عبدالمطلب، وعلم أنها بئر زمزم فجعل يرتجز ويقول:

دعوت ربي دعوة المغلوب .... ونعم مدعى السائل المكروب

فالحمد للمستمع المجيب .... أعطى على رغم ذوي الذنوب

إلي والشحناء والعيوب .... زمزم ذاك المشرب العجيب

بين سوا الصنم المنصوب .... ومن بيت الله ذي الحجوب

وبين قرن النعم المغصوب .... عند مقام المصطفى النجيب

ينتابها كل امرء منيب .... مجتهد ذي شقة غريب

بئرا رواء عذبة المشروب .... محمودة الساحة والذنوب

أحفرها بالجد والتقريب .... أنا وابني غير ما تكذيب

شكرا لرب قادر مجيب

قال: وعلمت قريش أن عبدالمطلب قد أدرك حاجته ووقع ببئر زمزم، فقاموا إليه من كل ناحية وقالوا: يا أبا الحارث هذه بئر أبينا إسماعيل ولنا فيها من الحق كما لك فأشركنا فيها، قال عبدالمطلب: لست بفاعل ما تقولون، إنما هذا شيء خصصت به دونكم، قالوا: إنك لم تزل مخصوصا بالكرامة، وذكر الحديث .

Halaman 162