Ibrahim Thani
إبراهيم الثاني
Genre-genre
وسألها فجأة: «هل رأيت صادقا فى الأيام الأخيرة؟»
فالتفتت إليه، واجهته وقالت: «ألا يمكن أن تعفينى من ذكره؟» قال معتذرا: «إنما أردت أن أقول شيئا، وكان هذا أول ما خطر لى».
قالت: «ولماذا لا يخطر لك سواه؟» وابتسمت وهى تقول: «أهذا من الغيرة؟»
وكان يسرها أن يقول: «نعم»، ولكنه قال: «لا.. ليس هذا من الغيرة.. لا أظن.. ثم إنى منصف، ومن شيمتى إنصاف الناس حتى من نفسى، لست أفاخر، ولكنها الحقيقة. ويخيل إلى أحيانا أن هذا ليس إنصافا وإنما هو بلادة، على كل حال أريد أن أقول إن له فيك من الحق أكثر مما لى وإنه أولى بك».
قالت بفتور: «لقد سمعت هذا من قبل».
قال: «لا تعجلى.. فما أريد أن أعود إلى ذلك الحديث.. كلا.. ولكنك تسألين فأجيب».
قالت: «سألتك عن شىء فأجبت عن خلافه».
قال: «لا.. ليس عن خلافه. فما يمكن أن تكون الغيرة من لا شىء والشىء هنا هو صادق. فما ذنبى؟ كونى منصفة».
قالت: «دع ذكره بالله فإنه لا يطيب الآن».
وبعد خطوات قالت: «هل تعرف؟ لقد زارنا البارحة ... وبقى معنا إلى العشاء وكان ظريفا لطيفا، ووديعا، هادئا. ولكن مشيته كمشية الثعلب ... مشية مريبة مقلقة فلا تحس به إلا وهو أمامك. كأنما خرج من جوف الأرض، ثم إذا به قد صار فى غرفة أخرى أو فى المطبخ أو الدهليز. ويخيل إلى، وأنا أراه ينظر إلى، أو يمشى أمامى، كأنه لابد أن يخطف أو يسرق منى شيئا، وأنى لن أشعر بما فقدت إلا فيما بعد، وهذا هو الذى يخيفنى ... شعورى بأنى معه لست فى أمان ... وهو الوحيد الذى يخامرنى منه هذا الشعور ... أنا معك مثلا لا أخاف ولا أحذر ...».
Halaman tidak diketahui