Ibrahim Abu Anbiya
إبراهيم أبو الأنبياء
Genre-genre
متساويان، ومخلوقان أمام خالق واحد، ما زاد من قوة أحدهما فهو من عطاء ذلك الخالق، وما نقص من قوة الآخر فهو من قضائه، ومن دواعي رحمته وبلائه، وإليه المرجع في حسابه أو جزائه، فلا يدخله أحد في حساب غير ذلك الحساب، ولا يعرضه أحد على ميزان غير ذلك الميزان.
وقد ارتفع الإنسان كله حين رفع عبادته من الطبيعة إلى ما فوق الطبيعة، وحين أصبحت حاجته إلى المعبود شيئا أرفع من مطالب الأديان، وضرورات الغرائز والطباع.
كان أقل من الطبيعة فأصبح أعظم منها.
كان مسلوب الحيلة أمامها، فأصبح له من فوقها مرجع لا يعنيه غضبها ورضاها.
ولم يكن له إلا أن يخضع لها أو يحتال عليها.
فأصبح له أن يواجهها ويقف أمامها، بل على أكتافها.
أصبح له كيانه الأدبي في وجهها.
وليس الفتح المبين في هذا أنه يرى فيها ما يحسن وما لا يحسن، وما يرضاه ضميره وما لا يرضاه.
وإن الواقع الذي لا مرية فيه أن الإنسان قد ملك الذرة الصغرى، فملك من الطبيعة قوتها الكبرى، وأنه خليق بهذه القوة أن يضل ويطغى، ولكن اليقين الحق أنه لن يكبح ذلك الطغيان من نفسه بقوة الطبيعة صغراها وكبراها، وإنما يكبحه - إذا قدر له أن يكبحه - بسلطان من ذلك الفتح المبين، ما بقي له وما زاد عليه بعد آلاف السنين.
هذه الفتوح قد عرفت جميعا قبل عصر الخليل، ولكنها لم تقترن بدعوة قط في عالم النبوة قبل دعوته عليه السلام.
Halaman tidak diketahui