Ibrahim Abu Anbiya
إبراهيم أبو الأنبياء
Genre-genre
ويخاف النمروذ فيأمر تارح أن يعود بابنه إلى موطنه، ثم تتكاثر الروايات في عشرات من المصادر من كتب المدراش والتفسيرات حول ما حدث بعد ذلك بين إبراهيم وقومه، وبينه وبين الملأ والملك وكهنة الأرباب، مما تغني هذه الأمثلة عن تفصيله واستقصائه، وبعضه كما تقدم معول عليه عند اليهود، وبعضه من قبيل ضرب الأمثال بالنوادر والأعاجيب.
وليس من المطلوب أن نتتبع هذه القصص والنوادر؛ لأنها تستوعب ألوف الصفحات، ولكننا نأخذ منها ما ينتظم في أغراض هذا الكتاب، ومنها ما يدل على تفكير واضعيه، أو يفيد عند المقابلة بين المصادر المتعارضة، أو يلاحظ فيه الوضع لطرافته الأدبية والفنية، أو يتمم صورة أخرى ناقصة في خبر من الأخبار.
فمما ورد في «مدراش رباه» أن أباه حنق عليه حين كسر الأصنام فخاصمه إلى النمروذ، فسأله النمروذ: إن كنت لا تعبد الصور والمشبهات؛ فلماذا لا تعبد النار؟
قال إبراهيم: أولى من عبادة النار أن أعبد الماء الذي يطفئها.
قال النمروذ: فاعبد الماء إذن؟
قال إبراهيم: بل أولى من عبادة الماء أن أعبد السحاب الذي يحمله.
قال النمروذ: إذن تعبد السحاب.
قال إبراهيم: وأولى من السحاب بالعبادة ريح تبدده وتسير به من فضاء إلى فضاء.
قال النمروذ: فما لك لا تعبد الريح؟!
قال إبراهيم: إن الإنسان يحتويها بأنفاسه؛ فهو إذن أحق منها بالعبادة!
Halaman tidak diketahui