127

Ibrahim Abu Anbiya

إبراهيم أبو الأنبياء

Genre-genre

وجدت قصة الخليقة منقوشة بالخط المسماري على الألواح التي عثر عليها المنقبون عند مدينة الموصل، ونقلوها إلى المتحف البريطاني بلندن حيث تعاون المفسرون على تفسيرها، وهذه خلاصتها:

ويلي هذا بعد كلام مفقود أو مطموس في الألواح المكسورة، كلام عن الخلق في اليوم الرابع حيث صنع منازل لأعظم الأرباب، وصنع بروج الفلك على صور الحيوان، وقسم السنة إلى أربعة فصول، وإلى اثني عشر شهرا في كل فصل منها ثلاثة شهور، وجعل فيها أيام المواسم والأعياد. «وصنع للسيارات منازل تشرق فيها وتغرب، ولا يصدم بعضها بعضا في الطريق، ووضعها في منازل بعل وحي.

وأقام لها مواصد على جوانبها، وأغلاقا على اليمين واليسار.

وأقام في الوسط نيرين، أقام القمر يسيطر على الليل ويسير فيه إلى مطلع الفجر، وقدس في كل شهر أياما، ليبرز في غرة الشهر قرنيه وينير أجواز السماء.»

ثم يلي هذا كلام ناقص عن اليوم السادس يتلى بعد إتمامه على الوجه الآتي: «واجتمعت الأرباب وخلقت الوحوش والأنعام والدواب، ومنها جماعة بيتي «أنا آشور السماء» ... وكانت فيه بهجة.

والإله المشرف جعل فيها اثنين ...» •••

وفي المتحف البريطاني لوح عليه صورة شجرة جلس إلى جانبها رجل وامرأة، ووراء المرأة حية، وقد بسطا يديهما إلى ثمرتين بأسفل الأغصان.

وفحوى قصة خلق الإنسان أن الإله مردوخ فاتح الإله «آيا» رب الماء العذب، فأفضى إليه بأنه سيخلق الإنسان من دمه وعظمه، وأمر حاشيته أن تضرب عنقه ليسيل دمه، فنجم منه الإنسان، ولم يمت الإله مردوخ؛ لأن الإله لا يموت، ولكن الإنسان قضي عليه بالموت بعد ذلك لأنه طمح بآماله إلى خلود كخلود الأرباب. (2) قصة الطوفان

وتؤلف قصة الطوفان البابلية من اثني عشر فصلا على حسب البروج، وراوي القصة يسمى «أسدبار»، وقد عبر بحر الموت ليصعد إلى السماء، ويلقى زستور الذي ارتفع إليها بعد نجاته من الطوفان، والباقي من ألواح هذه القصة في المتحف البريطاني يحكيها على هذا المثال. «ابن بيتا واصنع سفينة تحفظ النبات والحيوان، واخزن البذور واخزن معها بذور الحياة من كل نوع تحمله السفينة، وليكن طولها ستمائة قدم في ستين عرضا، وتدخل السفينة وتحكم إغلاقها، وتضع في وسطها الحبوب والمتاع والأزواد والخدم والجند، وتضع فيها كذلك أجناس الوحش لتحفظ ذريتها ... ... وقال الله ليلا: إني سأرسل السماء مدرارا، فادخل إلى جوف السفينة وأغلق عليك بابها، وتغطى وجه الأرض وهلك كل ما عليه من الأحياء، وفار الماء حتى بلغ السماء، ولم ينتظر أخ أخاه، ولم يعرف جار جاره، ستة أيام وستة ليال والريح تعصف، والأنواء تطغى، ثم كان اليوم السابع فانقطع المطر، وسكنت العاصفة التي ماجت كموج الزلزال. سكنت العاصفة، وانحسر البحر، وانتهى الطوفان، وعج البحر بعد ذلك عجيجه، واستحال الناس طينا، وطفت أجسادهم على وجه الماء.

ثم استوت السفينة على جبل نيزار، وأرسلت أنا الحمامة فذهبت وعادت ولم تجد من مقر تهبط عليه، فأرسلت عصفور السمانة فعاد وما هبط على مكان، وأرسلت الغراب فراح ينهش الجثث الطافية ولم يرجع، ثم أطلقت الحيوانات في الجهات الأربع، وبنيت على رأس الجبل مذبحا، فقربت لديه قربانا وفرقته في آنية سبعة، وفرشت حوله الريحان، وشمت الأرباب رائحة جيدة فاجتمعت على القربان، ونظرت أعاظم الأرباب من بعيد، وارتفعت أقواس السحاب تحييها عند اقترابها.»

Halaman tidak diketahui