Ibrahim Abu Anbiya
إبراهيم أبو الأنبياء
Genre-genre
ومما لا ريب فيه أنها كانت سر الخاصة وذوي الرسالة في المحاريب والقصور، وأن تعدد الأرباب قد سرى منها كذلك إلى الشعوب سريان العرف والمحاكاة.
أما الإله الواحد الذي اقترن بدعوة إبراهيم، فلم يكن حل مسألة، ولم يكن سر أحبار وحكماء، ولم يكن خالق الكون والناس ولا مزيد.
بل كان خالق الكون والناس، وحاكم الكون والناس، وكان منه الأمر والنهي، وإليه المرجع والمآب.
كانت عبادته «مسألة حية» تمتزج بسرائر النفس، وتنبعث منها فضائل الخير، ولا تنزوي عنها زاوية في الكون ولا في ضمير الإنسان.
كانت دعوته صرخة تسمع وتتجاوب بها الآفاق، ولم تكن لغزا يخفي وتتحاجى
4
به العقول.
كانت صحبة البيت والطريق، وصحبة اليقظة والمنام، وصحبة العزلة والجماعة، وصحبة الحياة قبل الميلاد وبعد الموت، ولم تزل حتى أصبحت وهي صحبة الخلود الذي لا يعرف الفناء.
ولم تصبح كذلك قبل رسالة النبوة حين انبعث بها النبي أبو الأنبياء ... حين بشر بها إبراهيم.
وما كان لنبوة واحدة أن تؤدي رسالة التوحيد وتفرغ منها في عمر رجل أو عمر جيل ... وإنما هي نبوة بعدها نبوات.
Halaman tidak diketahui