وبخاصة وقد تعرضنا لها في مواضع كثيرة في أثناء البحث، ولا سيما عند بحثنا الحياة العقلية والعلمية في عصره،
1
وكذلك عند الكلام على خصومه ومحنته ووفاته.
2 (ب)
ثبت لنا أن ابن تيمية هو إمام من أئمة المسلمين بلا ريب، فقد كان صاحب اللواء في كل علم من العلوم الإسلامية التي برع فيها ونبغ، وكان إليه المرجع في المشكلات التي رفعت إليه وأفتى فيها حتى بلغت فتاويه المجلدات العديدة الضخمة، والتي لا يزال الفقهاء في شديد الحاجة إليها والإفادة منها. (ج)
ومع ذلك كله، فقد كان له خصوم كثر رموه بما أعاذه الله من الضلال،
كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ! ولكنه داء الحسد والحقد بين العلماء المتنافسين المتعاصرين.
على أن الشيخ الإمام وإن ناله كثير من الأذى في ذات الله والحق، فقد كان راضيا كل الرضا بما حصل له من هؤلاء الخصوم والأعداء، ولعله كان يتمثل في هذه الناحية بقول الشاعر العربي المؤمن الذي عاش في حياة الرسول، وهو خبيب بن عدي الذي قال يوم الربيع:
ولست أبالي حين أقتل مسلما
على أي جنب كان في الله مصرعي (د)
Halaman tidak diketahui