Ibn Taymiyya Hayathu
ابن تيمية حياته عقائده
Genre-genre
وفى كتابه (العباده وحقيقه العبوديه) تراه كاحد الصوفيه المصلحين، يكشف عن وجوه اخطائهم، وينتقد اغراقهم في بعض المعانى، ويرد عليهم بلغتهم، لغه الصوفيه، لا بلغه الفقهاء..
فكثير من اهل التصوف قد غره حاله، وغرق في جهله ، فهم يتكلمون عن الحقيقه وشهود الحقيقه، فيقع اكثرهم في الوهم الكبير حين لا يميز بين مراتب الحقيقه وشهودها.
فاول الحقائق هى الحقيقه الكونيه، ومعناها ان الله تعالى هو الخالق لهذا الكون وما فيه، وكثير منهم ممن يتكلم عن الحقيقه وشهودها انما يشهد هذه الحقيقه لا غير، في حين لم يكن هذا الشهود مما اختص به المومنون، بل يشترك فيه المومن والكافر، والبر والفاجر ( ولئن سالتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله ) بل وابليس ايضا معترف بهذه الحقيقه!.
فمن وقف عند هذه الحقيقه وعند شهودها، ولم يقم بما امر الله به من الحقيقه الدينيه التى هى عبادته المتعلقه بالهيته وطاعه امره وامر رسوله، كان من جنس ابليس واهل النار.
ومن اخذ بالحقيقه الدينيه في بعض الامور دون بعض، او في مقام او حال دون آخر، نقص من ايمانه وولايته لله بحسب ما نقص من الحقائق الدينيه. وهذا مقام عظيم فيه غلط الغالطون، وكثر فيه الاشتباه على السالكين حتى زلق فيه من اكابر الشيوخ المدعين التحقيق والتوحيد والعرفان ما لا يحصيهم الا الله.
ولربما زعم بعضهم انه حين يبلغ الولى شهود الاراده كما بلغ الخضر ونحوه، يسقط عنه الامر والنهى التعبديين! وهذا شر من اقوال الكافرين بالله ورسوله.
ومنهم من يتكى على القدر حتى يظن ان المعاصى والذنوب جاريه عليه بمشيئه الله وقدره، فيسلم لها ظانا ان هذا هو حق المعرفه والرضا! وهذا جهل كبير، فلو كان هذا عذرا لاحد لكان عذرا لابليس ولكل كافر!.
Halaman 83