240

Ibn Taymiyya Hayathu

ابن تيمية حياته عقائده

ماذا يقول عاقل مر على قريه غلب على اهلها التخلف فهم لا يفقهون حتى مبادى الزراعه الاوليه، وغلب عليهم العناد فهم يستكبرون حتى عن القاء البذور على وجه الارض، ويرى ان السماء تمطرهم بين الحين والحين وهم مع ذلك جياع منهكون، ايقول انه ليس للمطر فائده ، وان ما يزعمونه من المصلحه الحاصله بنزول المطر باطله قطعا؟!.

ذاك حديث الجاهلين.. حديث لا يرتضيه حتى اولى الاهواء الهابطه.

فما المصلحه - عند هولاء - من سفينه نوح حين لم يركبها قومه فغرقوا جميعا وهلكوا؟!.

ايقول احد يومن بالله واليوم الاخر انه ليس في نوح وسفينته مصلحه ولا لطف لان قومه عاشوا في زمانه فتنا واختلافا كثيرا انتهى بهلاكهم جميعا غير نفر قليل كانوا معه؟!.

انها لغه بعيده عن معانى لغه السماء، بعيده عن معانى القيم التى عرفها بنى الانسان، فعرفوا للعظماء حقهم، وعظموا قدرهم، وانبوا الانسان الجافى لصدوده عنهم واخلاده الى الارض!.

لقد عظم اولو النفوس الكريمه دعاه الاصلاح وحمله مشاعل النور والخير ابدا..

فمن جهل قدر المسيح (ع) وهو يعلم ان قومه لم يجنوا من معين الخير الذى جاء به الا نزرا يسيرا، ثم اهدروه؟!.

ومن ينكر ان يحيى بن زكريا كان خيرا كله ولطفا وصلاحا للانسانيه، وان اضاعه عبيد الارض فلم ينتفعوا من خيره شيئا لدنياهم او اخراهم؟!.

وهذا كتاب الله الحكيم الذى جمع خير الدنيا والاخره، وقد تركه الناس وراء ظهورهم بين كافر ومعاند وجاهل ومسلم لم يدخل الايمان قلبه، فلم ينتفعوا به شيئا، ايقال ان المصلحه من انزاله باطله قطعا؟! عدنا الى حديث الجاهلين..

Halaman 240