شهد هذا العصر حدثا جديدا لم تعهده دمشق من قبل، فقد انشا الظاهر بيبرس نظاما جديدا يقضى بتعيين اربعه قضاه موزعين على المذاهب الاربعه، وطبق هذا النظام في القاهره سنه 663 ه ، ثم في دمشق سنه 664 ه ، بعد ان كان القضاء فيها حكرا على الشافعيه.
يقول السبكى الشافعى: لم يكن يلى قضاء الشام، والخطابه والامامه بجامع بنى اميه الا من يكون على مذهب الاوزاعى، الى ان انتشر مذهب الشافعى فصار لا يلى ذلك الا الشافعيه.
وارخ السبكى لذلك بسنه 302 ه منذ عهد القاضى ابى زرعه محمد بن عثمان الدمشقى.
واذا كان قرار بيبرس هذا يعد انتصارا للمذاهب الثلاثه حيث منحهم فرصه تاريخيه لنوع جديد من النشاط، فانه كان قرارا قاسيا على الشافعيه الذين لم يعتادوا رويه مشارك لهم في القرار، ورغم ان بيبرس قد احتفظ للقاضى الشافعى ببعض المزايا على غيره، كاختصاصه بالاوقاف وتقديمه في الايام الرسميه، الا ان ذلك لم يحد من سخطهم الذى بلغ الى حد اعتقادهم ان هذا النظام قد اوجب على فاعله الظاهر بيبرس دخول النار والعذاب الشديد، كما اوجب ضياع ملكه!.
يقول السبكى: حكى ان الظاهر بيبرس راى الشافعى في النوم لما ضم الى مذهبه بقيه المذاهب، فقال له الشافعى: تهين مذهبى! البلاد لى، او لك؟! انا قد عزلتك وعزلت ذريتك الى يوم الدين.
قال: فلم يمكث الا يسيرا ومات، ولم يمكث ولده السعيد الا يسيرا وزالت دولته، وذريته الى الان فقراء!.
Halaman 24