220

Ibn Taymiyya Hayathu

ابن تيمية حياته عقائده

وذلك لسبب بسيط، هو انها لم تفهم ان سبط النبى هو غير اولئك الافاضل والمجتهدين الكبار، لم تفهم ان السبط من سنخ آخر، هو فرع من سنخ النبى، فروحه وسجاياه واحساسه ونظراته للاحداث هى من سنخ ذلك الاصل النبوى الذى لا يمكن ان يحكم عليه بحكم المنظار الارضى.

ان من يفهم هذا لا يصف عمل الاسباط بانه من جنس الاجتهاد الممزوج بالظن ونوع من الهوى الخفى! ان مدرسه بنى اسرائيل حين نظرت الى سلوك الانبياء بمنظار الارض لا بمنظار السماء حكمت بكل بساطه بخطا موسى وهارون حين قادا اتباعهما الى ذلك التيه العجيب الذى دام اربعين سنه حتى مات فيه موسى وهارون جميعا ! وبهذا المنظار نفسه وقع حكمهم على دعوه زكريا ويحيى عليهماالسلام بانها دعوه الى افساد امر الناس، فالخير الذى ارادا تحصيله لم يحصل منه شى ء، بل حصل بقتلهما تلك القتله الشنيعه شر عظيم وفساد لم يكن يحصل لو قعدا في بيوتهما! وبهذا المنظار وبهذا المنطق حكم ابن تيميه على مسيره سبط خاتم النبيين(ص) وهو يعلم انه سبط النبى ويقول بذلك ، ولكنه وقع بما وقعت به بنو اسرائيل من جراء نظرتها القاصره.

Halaman 220