Anak Sultan
ابن السلطان: وقصص أخرى
Genre-genre
فصاح: تمام! تمام! - وكم كان يشبهك! جل سبحانه! أنفك، عينيك، ملامح وجهك. ألم يظهر لك أيضا في المنام؟! - طبعا طبعا، في المنام وفي اليقظة. وتردد لحظة ثم قال: ألا يمكنك أولا أن تعطيني لقمة، لي ثلاثة أيام لم أذق طعم الأكل. الناس أصبحوا كفرة يا ابني، يغلقون الباب في وجهك، وإذا فتحوه فلكي يقولوا لك: اذهب! •••
وقمت من فوري أجهز له الطعام، وشعرت بيني وبين نفسي بالخجل لأنني لم أبدأه بالسؤال، وبذلت غاية جهدي في توفير طبق شهي من الفول وآخر من السلاطة والباذنجان المخلل، ووضعت أمامه ثلاثة أرغفة، ثم جلست أراقبه، وأحسست كأنني قد كبرت فجأة وكأنني أراقب ابني وهو يأكل، واستغرقت في سماعه وهو يقول: سوف يعود أبي يا «محمد»، أمي قالت لي ذلك، قالته وهي على فراش الموت، وحين يعود لن تجدني أجوع أو أتشرد في الشوارع، كل الناس سيكونون إخوتي، والسلطان هو أبونا جميعا. سوف يأتي من هنا (وأشار ناحية الشرق). طبعا أنت تعرف الشرق من الغرب. هات كوب ماء. إنه يتقدم الموكب، في يده سيف أبيض، طوله ألف ذراع، وخلفه جيش كبير من الفرسان. والغبار الذي تثيره أرجل الخيل يحجب وجه الشمس. سيهرع الناس إليه من كل مكان يبكون عند قدميه، ويقولون أين أنت يا مولانا السلطان؟ نحن في انتظارك من مائة سنة، من مائتين، من ألف سنة وأكثر. وستحني الأشجار رءوسها لتحيته، وتفزع الحيوانات إليه، وتتمرغ عند قدميه تمأمئ وتعوي وتخور وتصهل. حريم المملكة كلهم حريمه، لن تكون لي زوجة. هات كوبة ماء، وقفت لقمة في حلقي، الله يلعن النسوان وسيرتهم! لن تغلق أبواب البيوت بعد اليوم في وجهي، لن تكون هناك أبواب على الإطلاق. سيقول أبي لليتيم: لا تحزن، إنني أبوك، وللجائع والعاري والمريض. وسوف تقبل الرعية قدميه وتقول له: «شرفتنا يا مولانا السلطان. نحن هنا في انتظارك من زمان، من زمان.» أكلة عظيمة. الله يعمر بيتك. لو كان الواحد يأكل مرة واحدة في العمر وينتهي! الحمد لله. •••
كنت قد أخذت بكلامه، فبقيت أنظر إليه وأنا لا أدري هل أضحك أو أبكي. ومسح فمه بكمه، وتناول عصاه، وشكرني، ووعدني أن يدفع لي في القريب.
ووجدتني بعد لحظة أقف في الظل أمام الدكان، وأتجه ببصري ناحية المشرق، حيث يغيب شبحه.
ومع أنه قد انقضت على ذلك عشرة أعوام أو يزيد، ولم أعد أسمع شيئا عنه فلم أزل إلى اليوم، كلما رددت بصري في الفضاء، أنظر إلى هذه الجهة، ربما كنت أنتظر أن يظهر في الأفق فرس أبيض على ظهره فارس أبيض، في يده سيف طوله ألف ذراع، وأن أرى موكب السلطان وهو يتقدم من بعيد والغبار الذي يثيره يحجب وجه الشمس.
1955م
حادثة
يا أيها النوم الجميل! لم لا تزور أجفان أمي؟
يا أعدل الملوك والحكام! لم لا تعقد تاجك على رأس أمي؟
أنت سلطان كبير، فلم لا تجعلنا من رعيتك؟
Halaman tidak diketahui