Anak Sultan
ابن السلطان: وقصص أخرى
Genre-genre
ولن يدنو السمك منه،
ولن يسمع صوت إيزيس تنادي.
عد إلى بيتك! عد إلى بيتك، يا من تسكن الشمس.
عد إلى بيتك فقد طالت غيبتك.
تعال وزر حبيبتك، زر أختك التي تحبك.
عد إلى بيتك، يا أخي وحبيبي.
ألا تسمع إذن صوتي؟
لكنك لن تستطيع أن تعود يا عبد الموجود. لن تستطيع أن تعود؛ فقد أخذوك من يدك، من مئات السنين، وقادوك إلى المملكة السفلى، مملكة الموت والظلال، المملكة التي كتب على بابها: يا أيها الداخل من هذا الباب، ودع كل أمل. هل تقول إنهم يحتفلون بك؟ نعم، ولك الحق. يحتفلون بوضعك في التابوت. والتابوت غامض وساحر وجميل. مرصع بالأحجار النفيسة، براق من المعدن الخالص، رسمت عليه زهرة لوتس وحيدة وحشيت جوانبه بالملفات والدوسيهات والتقارير. ومن يدري؟ فبعد أن تدخل فيه وتتمدد وتتثاءب وتشرب شايك الأسود الأخير، وبعد أن يأخذوا إمضاءك على ورقة المعاش ربما تذكروا فرسموا وجهك الأسمر النحيل على غطائه، ولم ينسوا أن يضعوا على شفتيك ابتسامة راضية، وفوق عينيك نظارة سميكة، وعلى رأسك تاج الوجهين.
المدام
المدام التي أسكن عندها ضعيفة الذاكرة. لست أدري متى ولا كيف فقدت هذه الحاسة العجيبة التي تربط الإنسان بالزمان والمكان، وتذكره دائما أنه هو نفسه وليس أحدا سواه! ولكني سأروي لكم هذه الحادثة التي جرت لي مع «فراو إرنست» ليلة استأجرت غرفتي عندها بعد وصولي إلى هذا البلد من سفر بعيد. فلم أكد أوقع على عقد الإيجار، وأمسح عن وجهي غبار الطريق حتى انطلقت أكتشف هذه المدينة الصغيرة، وأغوص في بحر الثلج المتراكم على شوارعها وحاراتها الضيقة، وأتفرج على مقاهيها وحاناتها التي تفوح برائحة الدخان والبيرة والنبيذ والسجق. وانتهى بي المسير إلى قبو رطب كأنه كهف من الكهوف التي يأوي إليها اللصوص في آخر الليل، تنحدر إليه سلالم خشبية واهية، تؤدي إلى باب يبدو كأنه بوابة سجن مهجور. ولم أكن أدري وأنا أضع قدمي في هذا المكان العجيب أنني سأثير كل هذا الاهتمام؛ فقد خفتت الأصوات فجأة، وتوقفت الملاعق أمام الشفاه، والتفتت العيون الخضراء تتأمل القادم الغريب. على أنني قد اتجهت إلى المشجب متمهلا فوضعت عليه معطفي المبتل، وسرت مزهوا إلى إحدى الموائد كأنني اكتشفت فجأة في نفسي شيئا لم أكن أفطن إليه. وأسرعت الخادمة الجميلة نحوي: ماذا يطلب الهر؟ - قدح من البيرة. - فاتح أو داكن؟
Halaman tidak diketahui