ويقسم كل من العلوم التي تتألف الفلسفة النظرية منها إلى طائفة من العلوم الصرفة أو الأولى، وإلى طائفة من العلوم التطبيقية أو الثانية.
والعلوم التي تصف في الطبيعيات الصرفة هي: علم الموجودات على العموم، والهيولي، والصورة، والحركة، والمحرك الأول، وعلم الأجسام الأولى التي يتكون منها العالم والسماوات والعناصر وحركاتها، وعلم الكون والفساد، وعلم الآثار العلوية، وعلم المعادن، وعلم النباتات، وعلم الحيوان، وعلم النفس وخواصها، سواء أفي الحيوان أم في الإنسان، ويربط المؤلف بهذا القسم الأخير من العلم الطبيعي الصرف مسألة خلود النفس.
وتشتمل الطبيعيات التطبيقية على الطب، والتنجيم، والفراسة، وتفسير الأحلام، وعلم الطلاسم، وعلم السحر، وعلم السيمياء.
ووضعت أربعة علوم في الرياضيات الأولى، وهي: العدد، والهندسة، والفلك، والموسيقى.
وتطابق هذه العلوم في الرياضيات الثانية علوم تطبيقية مختلفة؛ فيرتبط في علم العدد الحساب الهندي الستوني، والجبر، ويرتبط في علم الهندسة المساحة، والميكانيكا، وجر الأثقال، وصنع الأوزان والموازين، وعلم الآلات الجزئية، وعلم المناظر والمرايا والمائيات (نقل المياه)، ويرتبط في علم الفلك فن وضع الأزياج والتقاويم، ويرتبط في الموسيقى إنشاء الآلات الغريبة مثل الأرغل، وما أشبهه.
وللإلهيات الأولى خمسة أقسام، وهي: (1) علم المعاني العامة التي تشتمل على جميع الموجودات؛ أي: الهوية والواحد والكثرة والوفاق والخلاف والتضاد والقوة والفعل والعلة والمعلول. (2) معرفة المبادئ الأولى للعلوم. (3) النظر في إثبات الحق الأول وتوحيده، والدلالة على تفرده وربوبيته، وغير ذلك من الصفات. (4) علم الجواهر الأولى الروحانية التي هي أقرب المخلوقات إلى الحق الأول كالكروبيين، وعلم الجواهر الروحانية الثانية التي تكون دون الأولى، كالملائكة الموكل إليهم أمر السماوات والحملة لعرش الإله أو المدبرين للطبيعة. (5) علم الوجه الذي تخضع به الجواهر الجسمانية السماوية والأرضية لتلك الجواهر الروحانية.
وأخيرا؛ تشتمل الإلهيات الثانية على علم الوحي وعلم المعاد؛ أي الثواب والعقاب في الحياة الأخرى.
الفصل السابع
طبيعيات ابن سينا
الطبيعيات عند القدماء - دخول قسم من علم النفس عند الشيخ الرئيس تحت عنوان الطبيعيات - مبدأ الكمالات ومبدأ القوة عند ابن سينا - القياس الزماني والسرعة - المكان وتعريفه عند ابن سينا - الخلاء والحركة - قابلية الأجسام للتجزؤ. ***
Halaman tidak diketahui