Ibn Sina Faylusuf
ابن سينا الفيلسوف: بعد تسعمئة سنة على وفاته
Genre-genre
يحمل منهم شؤم البسوس ...
في هذه البيئة المضطربة، في هذه البيئة الخالعة نشأ الشيخ الرئيس؛ فأثر ذلك في أخلاقه وآدابه، حتى لقد اتفق جمهور المؤرخين على أنه كان مع وفرة علمه وتوقد ذهنه متهتكا فسوقا كعامة أهل عصره ... وفضلا عن ذلك فإن البعض يقولون بأن ابن سينا من أصل تركي؛ ولذلك احتفلت جامعة إستنبول في 21 حزيران 1937م بمرور تسعمائة سنة على وفاته، أما كارا دي فو فقد صرح أنه من أصل فارسي مستندا في ذلك إلى كلام الرئيس عن ذاته.
ومن الدرس والتحقيق نعرف أن البيئة السياسية قد أثرت أيضا في نظرياته الفلسفية على مثال ما جاء في نظريته الصدورية؛ فالواحد الذي لا يتحرك، والمبدأ الأول الذي تتجه نحوه العقول هو الخليفة المقيم في بغداد الذي لا يعرف ما يفعله العمال والأمراء في إماراتهم، والكواكب التي تتحرك في السماء تسبيحا لله - عز وجل - تشبه حركة السلاطين والأمراء في خدمة الخليفة الساكن حتى كأن الحياة السياسية قد نظمت على صورة الأفلاك وحركاتها.
1 (2) البيئة العقلية
حمل التعصب للإسلام في الصدر الأول على الاعتقاد «أن الإسلام يهدم ما كان قبله»، وأنه «لا ينبغي أن يتلى غير القرآن»، وبالاستناد إلى هذه الاعتقادات التي لا ترتكز على شيء من القرآن والحديث، أحرقوا ما وقعوا عليه من الكتب الفلسفية والعلمية في الإسكندرية وفارس، وانصرفوا إلى العناية بالقرآن وأحكامه، وما إليه من العلوم الإسلامية في الفقه واللغة والمغازي وسير الفتح ونحو ذلك.
2
ولما فرغوا من الفتوحات وأنشئوا العلوم الدينية، واستتب لهم الأمن والسلام، وترقت عقولهم، واتسعت مداركهم، وأخذوا في أسباب الحضارة بالقسط الأوفر، تشوقوا إلى الاطلاع على العلوم والفلسفة بما سمعوه من الأساقفة والرهبان، وهان عليهم الأمر عندما سمعوا القرآن نفسه يفضل العلماء على الجهلاء بدليل قوله:
هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ،
3
ويجعل للراسخين في العلم سعادة، ويدعو الناس إلى الافتكار في الخلق:
Halaman tidak diketahui