Ibn Rumi: Hidupnya dari Puisinya
ابن الرومي: حياته من شعره
Genre-genre
غدا ينقطع البول
ويأتي الهول والغول
وأنه كان قد أعد ماء مثلوجا؛ لأنه «قلما يموت إنسان إلا وهو ظمآن»، وكان يقول فيما روته الأمالي وهو يشرب ولا يروى:
وأراه زائدا في حرقتي
فكأن الماء للنار حطب
والظمأ وإلحاح البول عرضان من أعراض «مرض السكر»، وهو مرض يحدث لصاحبه التسمم، ولا سيما بعد أكل الحلوى والإفراط فيها، وابن الرومي لم تكن تعوزه أسباب الإصابة به؛ لأنه كان منهوما بالحلوى والأطعمة الثقيلة، مستسلما للشهوات، مسرفا في الشراب مع ضعف أعصابه واعتلال جسمه، فمن الجائز أنه أصيب به فاشتد عليه في شيخوخته، وفصده الطبيب وفسد الجرح كما جاء في رواية زهر الآداب، فأودى ذلك بحياته، ويسهل في هذه الحالة أن يشيع حديث السم ولواحقه لما كان يعتري ابن الرومي من كثرة التوهم، أو لما كان مشهورا عن القاسم من سوء الطوية والضراوة بالغدر والفتك، بحيث لا يكبر عليه قتل شاعر هجاه، فإذا كان الموت قد حدث بعد وليمة في بيت القاسم، فهذا مما يؤكد التهمة ويصعب على الناس أن يعللوه بغير السم والمكيدة، وإن كان الطعام وحده كافيا للقضاء على رجل جاوز الستين في شيخوخة متهدمة مهملة، طالت إصابته بمرض دفين لم يكن علاجه ميسورا في أيامه.
هذه شبهة تعرض للذهن بين مختلف الشبهات، وكل قيمتها عندنا أنها مما لا يصح إغفاله في تحقيق وفاة الشاعر، فهي احتمال كل ما فيه أنه غير مستحيل. •••
أما أن القاسم كان أهلا لأن يغدر بابن الرومي، وأن ابن الرومي كان عرضة لغضب ذلك الوزير الفاتك المغتال، فهو احتمال جد قريب، فالقاسم جريء مستخف بالدماء، وابن الرومي قانط سريع الغضب، وليس أيسر من أن ينسى القاسم رجلا كابن الرومي حين أقبلت الدولة عليه وعلى أبيه وعلى آله، وتبدلت مجالسهم الأولى، وأخذوا في شأن من الصولة والأبهة غير شأنهم الذي كانوا فيه، وليس أيسر من أن يطمع ابن الرومي في عمل أو مرتب أو مكافأة تغنيه حين أقبلت الدولة على ممدوحيه وأصحابه بالأمس في أيام التطلع والانتظار. ومن هنا يبدأ الغضب فاللوم والوشاية، فالمبالغة في الجفاء فالهجاء من الشاعر، فالوعيد من الأمير الذي ليس بين وعيده وإنجازه عائق من خوف ولا لمحاسبة ضمير، وسلسلة القصائد التي تشفع بها ابن الرومي وسأل العمل واعتذر من أحاديث الوشاة سلسلة طويلة يسهل ترتيبها، لولا أنه لا فائدة من هذا الترتيب.
فحسبنا منها أن القاسم سمع الوشايات التي تحدث بها جلساؤه ومنافسو ابن الرومي والمحنقون عليه لهجائه، فأمعن في جفائه والإعراض عن توسلاته وشفاعاته، فلم يفلح ابن الرومي في استعطافه بمثل قوله:
بلغ البغاة علي حيث أرادوا
Halaman tidak diketahui