الإعراض عن نصوص الكتاب والسنة، ونبذهما وراء الظهور، والالتفات - بدلًا من ذلك - إلى القيل والقال، وآراء الرجال؛ فإن الغالب على من كانت هذه حاله، أنه يكون أسيرًا لأقوال إمامه، حبيسًا في سجن آرائه، فتجد الواحد منهم قد "أَخْلَد إلى أرض التقليد، وقنع أن يكون عيالًا على أمثاله من العبيد"١.
ويُبَيِّن ابن القَيِّم ﵀ شيئًا من حال الْمُقَلِّد، فيقول: "وعياذًا بالله من شر مقلد عَصَبِيّ، يرى العلم جهلًا، والإنصاف ظلمًا، وترجيح الراجح على المرجوح عدوانًا"٢.
ويُخْرِجُ ابن القَيِّم المقلد من زمرة العلماء؛ لأن العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء قد وَرَّثُوا العلم، "وكيف يكون مِنْ وَرَثة الرسول ﷺ من يجهد ويكدح في رد ما جاء إلى قول مقلد ومتبوعه؟! "٣
أقسام التقليد المحرم:
وقد بَيَّنَ ﵀ أن التقليد المحرم ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
١- الإعراض عمَّا أنزل الله، وعدم الالتفات إليه، اكتفاءً بتقليد الآباء.
٢- تقليد من لا يعلم المقلد أنه أهلٌ لأن يُؤْخذ عنه.
٣- التقليد بعد قيام الحجة وظهور الدليل على خلاف قول المقلد.