Anak Manusia: Kehidupan Nabi
ابن الإنسان: حياة نبي
Genre-genre
ويتم صحوه فيرفض ذلك بهز رأسه المحموم، فيهز رافع الإسفنجة إليه كتفيه مستردا لها، فيسوع راغب عن الغشيان، فهل يدع تلك الساعة التي انتظرها كثيرا تفوته مكتفيا بتسكين ألم يديه؟ ليت تلاميذه هنا فيروا تجلي نعمة الله عما قليل!
الدفن.
بيد أن التلاميذ بعيدون والنظار قليلون؛ لأن الناس يحتفلون بعيد الفصح في تلك المدينة القاسية الواقعة بين تلالها الصخرية، فيا أورشليم! وهنالك قباب لامعة تبدو من بعيد عن الشمال، فذلك هو الهيكل؛ حيث أراد النصر، فماذا صنع فيه؟ أفلم يصب الكهنوت بضربات قاتلة؟ لقد أحس الكهنة أنه يبشر بنظام جديد يقوض دعائم الهيكل القديم، فيا له من كفاح! فمتى ينتهي؟
ويمر من هنالك رجلان فينظران إليه من الطريق، فيسمع قول أحدهما مستخفا: «يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام؛ خلص نفسك!» ويسمع قول الآخر: «لينزل الآن المسيح ملك إسرائيل عن الصليب لنرى ونؤمن.»
فيرتعش؛ أفليسا على حق؟ فمتى تقع المعجزة؟ ويقول له القاتل المصلوب عن يمينه متهكما مرددا لذلك: «إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا!»
فيجيبه اليائس المصلوب عن شماله : «أولا أنت تخاف الله؛ إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه؟ أما نحن فبعدل؛ لأننا ننال استحقاق ما فعلنا، وأما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله. اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك!»
يجد يسوع في هذه الكلمات إلهاما. أجل، يضحك الرومان الذين هم في أسفل الصلبان حين يسمعون محاورة اليهود الثلاثة المصلوبين، غير أن يسوع لا يسمع سوى صوت الإيمان؛ فهو يشعر بأن لصا قاتلا شعر بقدرة ابن الإنسان فيوقظ أمله، فيجد أن الله أجرى على لسان رجل من أحط إخوانه ما يحثه على الثبات على الإيمان، وتأتي كلمة الملكوت من فوق، من السماء، فتدوي في أذنيه، ولا يهم في ذلك أن تصدر عن رأس صليب! ويفتح شفتيه الداميتين المرتجفتين فيقول بما لا يكاد المصلوب الآخر يسمعه: «إنك اليوم تكون معي في الفردوس.»
هذا اليوم! إذن هو يرجو أن ينقذه أبوه من فوره! لا يمكن أن يكون أبوه قد أراد إصابة جسمه وأعضائه بهذه الآلام الشديدة! هو جاهد في سبيل الإيمان منذ أشارت عليه الحمامة، وأشار عليه صوت الرب بأن يهجر مهنته ليبشر بملكوت أبيه، فإذا كانت عقيدته غرورا، وإذا كانت رؤيته وهما، فلماذا يرهقه الناس ويسمرون يديه اللتين لم يرفعهما للطم إنسان أو صفعه؟ وإذا كانت هذه الآلام عرضا، فما هي علة تبريحها وامتدادها؟
وهكذا تتجاذبه الآلام والذكريات وتختلط فيه، فتربكه وتنيره في آن واحد، وتنقلب أفكاره إلى سهام جارحة، وشهب زافرة كالأشعة التي تلقيها شمس الظهيرة على أعضائه المنهوكة، وكالنبال الصارمة التي يرمي الفلك الظالم جبينه بها.
ويدير ناظريه بحثا عن تلاميذه وعن أصدقائه، فأين هم؟
Halaman tidak diketahui