Anak Manusia: Kehidupan Nabi
ابن الإنسان: حياة نبي
Genre-genre
ومن ينظر إلى هنالك من بعيد يشاهد أصحابا مرحين اجتمعوا ليحمدوا الله على ما أنعم به عليهم، ويشاهد يسوع آكلا معهم كما في كل وقت، مع أن نفس يسوع بعيدة منهم أكثر مما في أي وقت، فيسوع يشعر بأنه خسر المعركة، خسرها بين أصحابه، فهل هم أصحابه إذن؟ وعلى أيهم يعتمد؟ أفيدرك أحدهم أمره؟ أفيقاتلون من أجله وعددهم اثنا عشر وهم رجال سلم لا حرب؟ أفينطقون بكلمة ويرفعون صوتا في سبيل إنقاذه؟ هم ضعاف على الدوام، وقد فتر إيمانهم منذ وصولهم إلى تلك المدينة المعادية، فلا تجد بينهم من هو مستعد لكفاح عدل عنه يسوع، فيا أورشليم!
أفيشك فيهم جميعا؟ أفيلاحظ جميع الأيدي التي تغمس في الصحفة؟ أينتقل نظره الثاقب من يد يهوذا السافرة المرتعشة الأصابع إلى وجهه السافر؟ قد يكون ذلك؛ وإنما الذي لا ريب فيه هو أن المعلم ترك الصحفة فقال بعد صمت: «الحق أقول لكم: إن واحدا منكم يسلمني!»
ذعروا كلهم وتركت الأيدي الصحفة وتبادلوا النظرات ، ثم نظروا إلى يسوع، ثم تبادلوا النظرات، فماذا حدث؟ أفلاح له عندما أحس دنو أجله أنه لن ينصره أحد من تلاميذه، وأن تلاميذه الاثني عشر سيخونونه؟ أفيعلم أن ذلك الذي يتكئ على ظهره سينكره منذ هذه الليلة؟ أفليست هذه هي الخيانة؟ أم إن بصره الحديد القادر على معرفة الرجال اكتشف العدو الخفي في صمت يهوذا الذي ينتظر؟
يعلم يهوذا وحده فيم يفكر المعلم فيصاب في فؤاده، وماذا يحدث لو أن يسوع نهض حالا وأشار إلى يهوذا بإصبعه قائلا: أنت الذي عقدت نيتك على خيانتي؟! كان يجد في يهوذا آثما تائبا فيسر به أكثر مما يسر بالأحد عشر الباقين الذين سيخذلونه في نهاية الأمر! هذه هي الساعة التي ينتظر يهوذا المرتاب أن يظهر فيها الملك الذي هو ابن الرب قدرته، فلو فعل ذلك لكان وقعه عليه كالصاعقة، ولخر على قدميه من فوره ساجدا عابدا هذا الذي لم يدرك أمره، أفشاهد المعلم اصفرار وجه ذلك الذي أصابه بكلامه؟ أوحده هو الذي رأى درجة ارتعاش يده محاولا إخفاء وجهه بعيدا من نور المصباح؟ «هل أنا؟ هل أنا؟» هذا ما سأله تلاميذ يسوع، ويبدي هؤلاء كالأولاد ثقتهم بمصدر ذلك القول، ولكن يهوذا الذي يضع هذا السؤال كالآخرين ينتظر السهم الذي سيصيبه من عيني المعلم، والمعلم يكتفي بقوله: «هو واحد من الاثني عشر الذي يغمس معي في الصحفة. إن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه؛ ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان، كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد!»
ويسأل يهوذا في نفسه: أهذا كل شيء؟ ويهدأ روعه فيقول في نفسه: أأجد في ذلك غير الرغبة في الموت؟ ألم يكن قد عطل من النشاط فلا يشير إلي بإصبعه أمام جميع الشهود؟ أهذا هو النبي الذي آمنا به؟ هو لا يعرف حتى الذي سيخونه، وهو لو عرفه ما أراد الكفاح. الموت وحده هو الذي يحل هذه الألغاز.
إكليل من الشوك.
وتنتهي الوليمة بغم بين حديث ذاو، وما قاله يسوع عن الخيانة كان كختمه حكم موته على ما يظهر؛ فقد أخبر في تلك الليلة غير مرة بقرب موته، وها هو ذا ينبئ في زهد بأنه سيتلاشى ويتوارى من بين تلاميذه.
أصحيح أن هؤلاء الصيادين الفقراء والفلاحين البائسين ناقصو الحمية والإيمان، فلم يتبعوه من شواطئ بحر الجليل إلى المدينة المقدسة إلا ليجتمعوا به في تلك الغرفة الضيقة؟ تغص المدينة بالناس انتظارا للعيد، وتخفق ألوف القلوب عن تقوى بسبب العيد، ولا يبحث أحد، مع ذلك، عن الاحتفاء بالنبي الذي أتى ليفتح أورشليم، من أجل هذا كان ذلك العشاء الرباني مع أول تلاميذه وآخرهم، وهو حينما تناول في نهاية العشاء رغيفا ثانيا، فقسمه شعر بأنه يقسم حياته بأصابعه، وهو حينما عرض على تلاميذه الخبز بيديه التعبتين أكثر من تعبهما وقتما قسم الرغيف الأول قال برفق: «خذوا كلوا، هذا هو جسدي!»
ثم أدار آخر كأس بحسب العادة، فلما رأى ضياء أحمر فيها قال: «هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يسفك من أجل كثيرين، الحق أقول لكم: إني لا أشرب بعد من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديدا في ملكوت الله.»
وينهض يسوع وينشد مسبحا وينصرف، ويتبعه تلاميذه إلى جبل الزيتون خلا يهوذا.
Halaman tidak diketahui