Anak Manusia: Kehidupan Nabi
ابن الإنسان: حياة نبي
Genre-genre
فيعتري تلاميذه صمت، ويعتري تلاميذه دهش، فيطأطئون رءوسهم، فيخشون الإفصاح عما يجول في خواطرهم، خلا سمعان «بطرس» الذي هو أمتنهم خلقا، فينظر إليه مجيبا: «أنت المسيح!»
تهلل وجه يسوع وأضاء العالم في نظره، وما يبغي؟ فقد نطق بالكلمة المقدرة التي خالجت ضميره منذ سؤال يوحنا المعمدان، فلم يبح بها، فبهذه الكلمة أشرق النهار عنده، وبها يكون قد عرف فيثق بنفسه، فينهض فيمد ذراعيه فيبارك سمعان «بطرس» بما لم يسبق أن بارك به، فيقول: «طوبى لك يا سمعان بن يونا، إن لحما ودما لم يعلن لك؛ لكن أبي الذي في السماوات.»
بيد أن يسوع لم يعتم أن ندم على إظهاره سر قلبه، فأوصى تلاميذه متوعدا بألا يقولوا لأحد: إنه المسيح.
وقع هذا المنع متأخرا، فأما وقد نطق بتلك الكلمة؛ فإن الزمن يدفعه، والعزة والاضطهاد والجرأة تحفزه إلى السير قدما في طريق المختار، وماذا يصنع المسيح في أقصى شمال المملكة بين الوثنيين إذن؟ فهل بقي في الجليل ما يأتيه من عمل؟ فليذهب إلى حيث امتنع عنه حتى الآن! فليذهب إلى أورشليم ليفتحها! دنا عيد الفصح فيهرع الشعب اليهودي إلى العاصمة من كل ناحية في العالم، وحان الوقت المناسب، فيجب على المسيح أن يختار ذلك المكان ليعظ وليكافح كما أخبر به الأنبياء.
ويدني المسيح تلاميذه منه، ويبلغهم بصوت خافت عزمه على السفر إلى أورشليم، وينبئهم بانتظار الموت له فيها.
اقشعرت جلود تلاميذه، فذلك لم يخطر ببالهم قط، فلم يكن الذهاب إلى هنالك تنفيذا لما جاء في العهد القديم إلا ضربا من الجنون، حتى إن بطرس نفسه أمسك ذراع معلمه منتهرا: «حاشاك يا رب، لا يكون لك هذا!»
ويشعر يسوع بأن أحدا لم يدرك أمره حتى ذلك الذي اعتقد منذ هنيهة أنه ملهم من الرب، ماذا؟ أيجهل جميع تلاميذه الأوفياء السر العظيم الذي أطلعهم عليه بحذر؛ حينما نطق بكلمة المسيح؟ ألا يدل ذلك على أن هؤلاء لا يفكرون في غير الأكل والنوم والسبت؟ ويدفع يسوع بطرس بعنف ويقول: «اذهب عني يا شيطان، أنت معثرة لي؛ لأنك لا تهتم بما لله، لكن بما للناس.» ويثب تلاميذه من مكانهم وينظرون إليه مترجحين بين هول واحترام، ويدعو تلميذه المفضل بالشيطان، ويقال حينما دفعه: إنه عظم بين ثانية وثانية، ويشابه الآن قدماء الأنبياء، ويتفرس في كل واحد من أولئك، ويشعر بشدة إقدامه أكثر من شعوره في أي وقت، ويبدو مستعدا للكفاح للمرة الأولى، فيعزم على ملاقاة نصيبه فيقول: «من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني؛ لأن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها، ومن أهلك نفسه من أجلي يخلصها، فإنه ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ، أم ماذا يعطي الإنسان فداء نفسه؛ لأن ابن الإنسان مزمع أن يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازى كل أحد بحسب أعماله. الحق أقول لكم: إن قوما من القائمين ها هنا لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله.»
ويعود يسوع وينصرف كملك على رأس تلاميذه. ••• «من ليس معي فهو علي!» هذا هو الشعار الجديد للنبي يسوع الذي قصد بلده لوقت قصير كي يتأهب للسفر إلى أورشليم، بعد أن وطن نفسه على الكفاح؛ فقد لاح له بعد طويل تردد أن ما بدا من إحجامه وتسويفه وحلمه وطبه لم يرده الرب؛ فلتقع الحرب إذن. ودعي الرب، الذي لم يقصر يسوع في إظهار خالص الحب له إلى الفصل بين الأشرار والأبرار من أبنائه.
يسوع يصلي.
كلا، ليس ذلك بين جميع أبنائه، فلقد استحوذ على يسوع وجد وانجذاب منذ شعر بأنه المسيح فبلغ رسالته، الملائمة للنبوءات القديمة، إلى تلاميذه، فيعتقد يسوع بعد الآن أن عليه أن ينجز ما جاء في التوراة، وعاد «الابن» لا يكون واحدا من الأبناء الكثيرين المتساوين في حب «الأب» لهم؛ فهو المختار الوحيد الوسيط الحكم بين إخوانه، ويرى يسوع كما يرى العالم أن زمن الهناء والسلام قد انقضى، وأن ملكوت السماوات الذي أنبأ به منذ زمن طويل سيأتي من الخارج مع الحساب والصواعق، على أن تتحقق جميع النبوءات، وأن يقبض أعداؤه من بني قومه عليه بلؤم، وأن يحكموا عليه ويقتلوه قتلا مخجلا.
Halaman tidak diketahui