Anak Manusia: Kehidupan Nabi
ابن الإنسان: حياة نبي
Genre-genre
ويبصر يسوع، وهو الذي تعود مخاطبة الجمهور ، علائم المقاومة الأولى، فيمتعض فينقلب إلى محرض فيقول: «على كل حال تقولون لي: أيها الطبيب، اشف نفسك، كم سمعنا أنه جرى في كفر ناحوم، فافعل ذلك هنا أيضا في وطنك.»
كلمهم يسوع بهذا الأسلوب؛ لأنه ظن أن آياته قد ذاع أمرها، فرأى أن صيتها مما يساعده على التأثير فيهم، فداوم على تحريك ساكنهم بقوله: «الحق أقول لكم: إنه ليس نبي مقبولا في وطنه، وبالحق أقول لكم: إن أرامل كثيرة كن في إسرائيل في أيام إيليا حين أغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة أشهر لما كان جوع عظيم في الأرض كلها، ولم يرسل إيليا إلى واحدة منها إلا إلى امرأة أرملة، إلى صرفة صيداء، وبرص كثيرون كانوا في إسرائيل في زمان أليشع النبي، ولم يطهر واحد منهم إلا نعمان السرياني.»
وينهض الجمع مغاضبا قائلا: «إنه يسخر منا! إنه يتخذ أمثلته من المشركين ليعلمنا الإيمان ويهدينا إلى سبيل النجاة! إنه مختل كما قالت أمه! سمعتم ما قال! أسفر تقديس نسوة شاطئ البحيرة له عن انتفاخه عجبا فامتلأ إلحادا! ها هو ذا يعود إلى بلده ليجدف
18
على الله!»
ويشاهد يسوع ارتفاع الأيدي مهددة، ويلتفت فيرى عدوه الشائب الغني الذي كان محل مقته يرفع صوته متوعدا أكثر من غيره، ويحدث كما كان يسوع قد أحس، ولا بد من وقوع ما كتب، ويشعر يسوع الأعزل بأنه يحمل على الكفاح، ويبصر أن طريقه حافلة بالمكاره والآلام، وإنه ليقلب هذه الأمور في ذهنه فلا يبدي حراكا؛ إذ يطرده الجمهور الصاخب الغاضب إلى خارج المعبد، ويدفعه إلى اتجاه ذلك الجبل الذي تنور فيه أباه الرب، فينقذ المعز من مهالكه.
ويعرف يسوع في بلده مخابئ الجبل، ولا غرو فقد كان في صغره يستلقي فيه مفكرا ناظرا إلى القطاع. وهنا حيث المرج المقدس الذي عرف فيه أباه الرب قبل كل شيء، يستحيل قتله، فبينما يبحث الجمع الهائج عن أصلح الأمكنة ليقضي عليه، فيسأل مجادلا عن إمكان إعدامه بغير حكم قضائي؛ إذ يتفلت من القابضين عليه، ويتوارى بين ذلك الجمع، ثم يختفي في مأوى يعلمه منذ صباه.
وينجو يسوع من الخطر فيتنفس الصعداء، ثم ينظر إلى ما حوله فيشعر بأن هذه المحنة جاءت مؤكدة لثقته بنفسه، فيدور في خلده أنه كسب المعركة الأولى، أفلم يصرخوا في وجهه هازئين؟ أفلم يريدوا قتله؟ والله ينجيه من الهلاك مع ذلك، ويحس قطع الصلات، ويزول بقية ما في قلبه من الحب لأهله، وينكر يسوع هؤلاء الذي يستهزئون به، ويودون القضاء عليه مع أن من الواجب أن يكونوا أول المؤمنين به، فيرى نفسه في حل من آله وبلده، فيذوي بذلك حبه الوطني. ويسوع إذ أخرج من دياره طريدا فلم يفر من الموت إلا بأعجوبة أضحى ذا حب بشري شامل.
ويرجع يسوع إلى تلاميذه، ويلوذ الجميع بالفرار ما صارت مغادرة الجليل أمنيته، وليس عليهم إلا سير يوم ليبلغوا بلاد الشرك؛ حيث صور وصيدا اللتان لا يطالب الناس فيهما بحياة يسوع، فيحس أنه صار بمأمن من الخطر، وفي بلاد الشرك تلك لم يجهل وجه يسوع، فما كاد يصل إليها حتى عرفته امرأة فنيقية فودت أن يساعدها، فتملقته بأن خاطبته بلقب يهودي قائلة له: «ارحمني يا سيد، يا ابن داود! ابنتي مجنونة جدا.»
بيد أن من عادة يسوع أن يعين اليهود لا المشركين، فيبتعد من غير أن يجيبها بكلمة، فيقول له تلاميذه: «اصرفها؛ لأنها تصيح وراءنا.» ويظل يسوع مخلصا لأحكام الشريعة فيهز رأسه رافضا قائلا: «لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة.»
Halaman tidak diketahui