Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
Penerbit
دار الفكر العربي
Lokasi Penerbit
القاهرة
ابن سليمان بن مفلت وهو عالم زاهد يميل إلى القول بالظاهر، والاختيار من بين الأقوال المختلفة، فراق له ذلك المنظر لأنه يطلق حرية فكره فلا يتقيد بالمذاهب المشهورة بل يتقيد فقط بالنصوص والآثار، ولذا كان يقول أخيراً "أنا أتبع الحق وأجتهد ولا أتقيد بمذهب)).
٣٩ - كان ابن حزم يدرس كل ما يصل إليه من كتب، وعلى كل من يلقاه من شيوخ. درس الحديث على أحمد بن الجسور، وعلى أبى القاسم عبد الرحمن الأزدى. وعبد الله بن دحون الفقه. وعبد الله الأزدى المعروف بابن الفرضى وهذا كان قاضى بلنسية.
من هؤلاء الشيوخ وغيرهم تلقى ابن حزم ينابيع الإسلام الأولى فى الفقه والحديث وعلوم القرآن ومنهم من تلقى عليه علوم العربية.
وبعضهم تلقى عليه طائفة كبيرة من العلوم كالحديث والقرآن والنحو واللغة كعبد الرحمن الأزدى.
وبجوار هؤلاء العلماء الذين تلقى عليهم واختلط بهم وأخذ عنهم كان ثمة أساتذة آخرون لا نعرف أشخاصهم، وقد تلقى هو على آثارهم، وأولئك الذين زخرت بكتبهم مكاتب قرطبة والمرية وبلنسية والقيروان والشاطبة وغيرها من مدائن المغرب التى نزل بها ذلك الكاتب العبقرى والعالم الفذ، الإمام الحجة، ومن مجموع ما قرأ، وتلقن واختبر وجرب تكونت شخصيته العقلية التى بهرت الأنظار واسترعت الأسماع، ودوى اسمها فى التاريخ.
٤٠ - ولكن هل تولى ابن حزم بعد أن حصل على ذلك العلم الغزير التدريس وتخريج طائفة من التلاميذ كما حدث من غيره من العلماء الذين اتخذوا لهم حلقات للدرس فى مساجد قرطبة وغرناطة والمرية وبلنسية والقيروان؛ الذين تخرج عليهم، وورد مواردهم العذبة؟
للإجابة عن هذا السؤال نقول: إن ابن حزم قد عنى بالدرس والاطلاع والقراءة فى صدر حياته حتى تكون له منهاج فقهى قائم بذاته لم يكن لغيره
39