Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
Penerbit
دار الفكر العربي
Lokasi Penerbit
القاهرة
واختاروا لذلك عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار، وبايعوه في رمضان سنة ٤١٤ ولقبوه بالمستظهر وقاموا بأمره وكان عمره حين ذاك اثنتين وعشرين سنة وكان رحب الصدر رقيق الطبع شاعراً وناثراً وخطيباً بليغاً (١).
ولكنه لميعة الصبا، ولما ركز في نفس كل ذي سلطان من الشك في أهل بيته الذين يخشى أن يؤلبوا الأمر عليه، ولاستبداده دون وزرائه الذين كان منهم ابن حزم كما جاء في معجم الأدباء لم يسر برفق في أموره فسجن جماعة من أهل قرطبة وظنهم بمالئون أحد أبناء عمومته من البيت الأموي وأخذ أموالهم، فثار أهل قرطبة لأجلهم وأخرجوهم من السجن، وقتل بعد شهرين من ولايته.
كان ابن حزم وزيراً لذلك الخليفة الشاب، ولم يدم الأمر له كما لم يدم من قبل للمرتضى، وكان نصيب ابن حزم في هذه الوزارة كنصيبه في الأولى ومن نوعه، ففي الأولى انتهى من الوزارة إلى الأسر وفي هذه المرة انتهى من الوزارة إلى غيابات السجن، ولم يذكر التاريخ متى أفرج عنه ويظهر أنه أفرج عنه من قريب ولم يستمر طويلا.
٤٧ - ومهما يكن فقد عاد إلى العلم ملاذه ومأواه الذي كان يؤويه في شدائده، وانصرف إليه كشأنه الأول، وعاد إلى دراسة الفقه والحديث والجدل والمحاماة عن الإسلام فيما يثيره اليهود والنصارى وغيرهم.
وكان ينبغي أن يهجر السياسة وأهلها وأن ينصرف إلى العلم ولا يشغل نفسه بأمر سواه، ولكن ياقوت في معجم الأدباء وغيره يذكر أنه قد كان وزيراً لهشام المعتد بالله، فقد قال: ((كان الفقيه أبو محمد وزيراً لعبد الرحمن المستظهر بالله ابن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر لدين الله، ثم لهشام المعتد بالله ابن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر)).
وإن هشاماً المعتد بالله هذا قد بایعه الوزير أبو محمد بن محمد بن جهر عميد قرطبة. وقد كان ذلك سنة ثمان عشرة، وقد كان بالثغر في لاردة، وقد
(١) نفح الطيب وهامشه ج ٤ ص ٤٤ الرفاعي.
41