ليت شعري هل دروا
أي قلب ملكوا
فقالت: عجبا منك وأنت عارف زمانك تقول مثل هذا؟ أليس كل مملوك معروف، وهل يصح الملك إلا بعد المعرفة، وتمني الشعور يؤذن بعدمها، والطريق لسان صدق؛ فكيف يجوز لمثلك أن يقول مثل هذا؟ قل يا سيدي، فماذا قلت؟ فقلت:
وفؤادي لو درى
أي شعب سلكوا
فقالت: يا سيدي، الشعب الذي بين الشغاف والفؤاد، هو المانع له من المعرفة؛ فكيف يتمنى مثلك ما لا يمكن الوصول إليه إلا بعد المعرفة، والطريق لسان صدق؛ فكيف يجوز لمثلك أن يقول مثل هذا يا سيدي؟ فماذا قلت بعده؟ فقلت:
حار أرباب الهوى
في الهوى وارتبكوا
فصاحت وقالت: يا عجبا! كيف يبقى للمشغوف فضلة يحار بها؛ والهوى شأنه التعميم، يخدر الحواس، ويذهب العقول ويدهش الخواطر، ويذهب بصاحبه في الذاهبين، فأين الحيرة؟ وما ها هنا باق فيحار، والطريق لسان صدق، والتجوز من مثلك غير لائق. فقلت: يا بنت الخالة، ما اسمك؟ فقالت: قرة العين. فقلت: لي. ثم سلمت وانصرفت، ثم عرفتها بعد ذلك وعاشرتها، فرأيت عندها من لطائف المعارف ما لا يصف واصف.»
والثالثة: التقى بها في مكة أيضا، طفلة عذراء هيفاء، لرجل من أهل العلم، وله فيها أشعار وتكنيهات رائقة رائعة.
Halaman tidak diketahui