تناثر فيها الطبع وردا وسوسنا
وهكذا وفق ابن عمار بين التظاهر بالمجون وبين العمل الجليل الذي يقوم به، ولكنه في هذه الليلة كان قد سمع أنباء ضخاما وكان لا بد له أن يتهيأ للعمل بعد أن طال به الهجوع إلى الخمر والغناء والرقص.
كانت الأنباء تقول إن مرسية قد حان قطافها ولكن ابن عمار لم يشأ أن ينقلب فجأة أمام المعتمد من مخمور لاه إلى رجل عمل؛ فهو يتقدم إلى المعتمد ليتحدث عن ولده الأمير الراشد الذي أصبح أميرا على قرطبة، ثم هو يطيل من الحديث عنه ليثير شوق المعتمد إليه حتى إذا وصل إلى غايته قال للمعتمد إن الأمير أرسل يطلبه ليقضي عنده بعض ليلة يسري عنه فيها فيفرح المعتمد لإخلاص ابن عمار ويسأله أن يبلغ تحياته إلى ابنه.
ويذهب ابن عمار من فوره إلى الراشد بقرطبة ويجلس إليه يروي له من شعره وشعر غيره حتى إذا دارت الكأس وانتشى الراشد نظم ابن عمار أبياتا في جلسته تلك يقول:
ما ضر أن قيل إسحاق وموصله
ها أنت أنت وذي حمص وإسحاق
أنت الرشيد
3
فدع ما قد سمعت به
وإن تشابه أخلاق وأعراق
Halaman tidak diketahui