أدع الله لي كما كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يسألونه ذلك في حياته وأما بعد موته فحاشا وكلا...). أه .
أقول: فما رأيك فيمن تأول بأن الاستغاثة بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جائزة عند قبره لأن النبي حي في قبره؟!
لا ريب أن من يرى هذا الرأي له جانب من تأويل بل لهم في ذلك حديث عثمان بن حنيف.
ثم قد يأتي آخر ويقول لك: لماذا تذهب إلى رجل صالح وتطلب منه أن يدعو الله لك؟ لماذا لا تدعو الله مباشرة؟ أليس في هذا مشابهة لعمل الكفار في اتخاذ هؤلاء واسطة بينك وبين الله؟ ألم يقل الله (..فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان..)؟!!.
وهكذا يمكن لآخر من الخصوم أو غلاة الأتباع أن يضيق عليك المخارج حتى يحكم عليك بالكفر مثلما ضيقت على الآخرين حتى كفرتهم.
نعم يستطيع آخر أن يلزمك بما ألزمت به الآخرين فيقول لك: النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له خصوصية، وقد أمر الله المنافقين أن يأتوا إليه ليستغفر لهم؛ لأن إتيانهم إليه دليل ظاهري على التوبة، لكن بأي دليل تدخل أنت (الرجل الصالح) وتجوز أن يأتيه الرجل ويسأله أن يدعو له؟! هل شرع هذا الله في كتابه؟ أو قاله رسوله؟ أو جاء عن أحد من أصحابه؟.
ولو كان هذا مشروعا لنقل لنا لأنه مما تتوفر الدواعي على نقله..الخ.
ثم لماذا تقيد طلب الدعاء من الرجل الصالح (أن تأتي الرجل حتى تجالسه ويسمع كلامك)؟!
Halaman 67