وجل، ردا لقول الله تعالى لنبيه ﷺ: (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله) (١٨٨)، وإعراضا عن القرآن، وعما أجمع عليه أهل الإسلام.
وزعموا أنهم منفردون بالقدرة على أعمالهم دون ربهم، فأثبتوا لأنفسهم الغنى عن الله ﷿، ووصفوا أنفسهم بالقدرة على ما لم يصفوا الله ﷿ بالقدرة عليه، كما أثبت المجوس لعنهم الله للشيطان من القدرة على الشر ما لم يثبتوا لله ﷿، فكانوا مجوس هذه الأمة؛ إذ دانوا بديانة المجوس، وتمسكوا بأقاويلهم ومالوا إلى أضاليلهم.
وقنطوا الناس من رحمة الله، وآيسوهم من روحه، وحكموا على العصاة بالنار والخلود فيها، خلافا لقول الله تعالى: (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) من الآية (٤٨) .
وزعموا أن من دخل النار لا يخرج منها، خلافا لما جاءت به الرواية عن رسول الله ﷺ: (إن الله ﷿ يخرج قوما من النار بعد أن امْتَحَشُوا فيها
1 / 17