هذا ولعل الله قد يسر لي في تحقيقي هذا، فإن وفقت فمن الله، وإن ابتعدت عن الصواب فمن نفسي، ولعلمي أنه لا يصل إلى الكمال أحد، فالكمال لله وحده، ومن فرط شغفي بياقوت الحموي أقول مثلما قال في مقدمة كتابه " إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب " يقول:
" وأنا فقد اعترفت بقصوري فيما اعتمدت عن الغاية، وتقصيري عن الانتهاء إلى النهاية فأسأل الناظر فيه أن لا يعتمد العنت ولا يقصد قصد من إذا رأى حسنًا أثبته وعيبًا أظهره. وليتأمله بعين الإنصاف لا الإنحراف، فمن طلب عيبًا وجدَّ وجد، ومن افتقد زلل أخيه بعين الرضا فقد فقد. فرحم الله امرءًا قهر هواه، وأطاع الإنصاف ونواه، وعذرنا في خطإ إن كان منا، وزلل إن صدر عنا، فالكمال محال لغير ذي الجلال، فالمرء غير معصوم والنسيان في الإنسان غير معدوم. وإن عجز عن الاعتذار عنا والتصويب، فقد علم أن كلَّ مجتهد نصيب، فإنا وإن أخطأنا في مواضع يسيرة، فقد أصبنا في مواطن كثيرة ".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
*****
1 / 53