وباللسان قد تؤمن، فاحترز من اللسان، واعلم أن أول فريسة يفترسها اللسان صاحبه فلا تكن في غفلة عن هذا وضع خطر اللسان نصب عينيك.
واحذر أن تكون قتيل لسانك، فقتيل اللسان ليس شهيدًا، فلو قتلك لسانك فعقوبتك النار إلا أن يرحمك الله، فلا تكن ممن سينكبون على مناخرهم يوم القيامة.
واعلم أن اللسان زارع لسيئاتك وحسناتك، فإما أن تحصد به نار جهنم وأعوذ بالله لي ولك منها، وإما أن تحصد به نعيم الدنيا والآخرة ونسأل الله هذا.
ونصيحتي لك أخي إذا هممت بكلام ترى فيه معصية لله، أو نهش لحم أخيك، أو غير ذلك من آفات اللسان، أن تبدل هذا الكلام بذكر الله وتسبيحه، فالكلام وإن كان في بعض الأحيان ضروري، فالسكوت في كثير من الأحيان أفضل من الكلام، ولو كنت فصيحا فهذه نعمة، فلا تستخدم نعم الله عليك في غير طاعته، أَيَمُنُّ عليك بنعمه فتستبيحها في معصية من وهبك إياها؟! ولو كنت حقًّا فصيحا فعليك أن تعلم أن من الفصاحة قلة الكلام، فالعاقل الفطن من أغلق فمه وألجمه بلجام، فيا أخي لا تطلق العنان للسانك فتندم أشد الندم يوم عرضك على خالقك.
واعلم أن للسان آفات ومحاسن، فاتق آفاته وتنعم في محاسنه، فآفاته كالكذب والنميمة، والغيبة، وذكر الناس بالباطل، ورمي المحصنات الغافلات، وسب المسلم ولعنه والجدال والمراء، وغير ذلك مما يوقعك في معصية الله، فاتق هذه الآفات، ومن محاسن اللسان ذكر الله وتسبيحه، ودعوة الناس إلى الإسلام وحث المجاهدين على الحرب، وقراءة القرآن والجهر به، فعليك أن تنعم بهذه المحاسن.
ويا أخي حسن السمت في الصمت لا يعني ألا تتكلم أبدًا، بل أن تتبع قواعد الكلام وتسير على نهج نبيك ﷺ والصحابة ﵃ والسلف الصالح في الكلام.
1 / 8