موسوعة أدبية تاريخية وهو كتابه " صبح الأعشى في صناعة الإنشا "، وكذلك إمام الأئمة الحبر ابن حجر العسقلاني. الذي توفى بعد مولد السيوطي بست سنوات صاحب أفضل كتب الرجال التي اعتمد عليها الناس إلى يومنا هذا، فمن منا لا يعرف كتاب " تهذيب التهذيب " و" لسان الميزان " و" الإصابة "، ومن منا لا يعرف أفضل الشروح لصحيح البخاري وهو كتابه " فتح الباري في شرح صحيح البخاري، ومن العلماء الأجلاء أيضًا الذين عاشوا في هذا العصر ابن تغري بردي صاحب " النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة "، وكذلك السخاوي عبد الرحمن صاحب " الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع".
فعصر عاش فيه السيوطي كهذا العصر المؤجج بالعلماء الأفذاذ والمحدثين الفقهاء أوجب عليه الدقة في كل ما يكتب، خاصة وإن عرفنا أنه كان هناك من العلماء من يتصيد له الأخطاء والسقطات وهما معاصريه السخاوي وتلميذه الذي صار على نهجه في خصومته للسيوطي وهو القسطلاني أحمد بن محمد، وتلميذه الآخر ابن الكركي إبراهيم بن ... عبد الرحمن وكانا شديدي الخصام للسيوطي ﵏.
وابن الكركي هذا خصه السيوطي برسائل مثل " طرز العمامة في التفرقة بين المقامة والقمامة "، و" الجواب الزكي عن قمامة ابن الكركي "، و" الصارم الهندي في عنق ابن الكركي ".
ومن عموم منهجه أنه عندما يكتب في علم من العلوم يكتب في شتى موضوعاته غير تارك موضوع واحد منها، فمثلًا مؤلفاته في علوم القرآن نجدها اشتملت على التفسير ... (تفسير الجلالين) الذي أكمل فيه تفسير جلال الدين المحلي الذي توفي قبل أن يتمه والتفسير بالمأثور (الدر المنثور في التفسير بالمأثور)، والتفسير بمعرفة أسباب النزول (الدر المنثور في أسباب النزول)، و(الإكليل في استنباط التنزيل)، وتناول ما وقع في القرآن
1 / 34