الأحاديث النبوية والتي فيها ذكر لحسن السمت وكيف أنه من علامات النبوة وجزءًا من أجزائها، فعن عبد الله ابن عباس ﵁ - أنه قال:
" القصد والتؤدة، وحسن السمت، جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة " (١).
يقول هشام الأندلسي في شرحه لألفاظ هذا الحديث:
" قوله: إنه كان يقول القصد والتؤدة؛ والقصد: العدل في الأمر والتوسط فيه يقال: قصد يقصد، واقتصد يقتصد، قال تعالى " واقصد في مشيك " قال عبد الرحمن بن حسان:
على الحكم المأتي يومًا إذا قضى ... قضيّته أن لا يجور ويقصد
والتؤدة: الرفق، اتّأد: رفق.
- قوله: " وحسن السمت " السمت: الهيئة " (٢).
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري: (التؤدة والاقتصاد وحسن السمت جزء من ستة وعشرين جزءًا من النبوة أي النبوة مجموع خصال مبلغ أجزائها ذلك وهذه الثلاثة جزء منها، وعلى مقتضى ذلك يكون كل جزء من الستة والعشرين ثلاثة أشياء، فإذا ضربنا ثلاثة في ستة وعشرين انتهت إلى ثمانية وسبعين فيصح لنا أن عدد خصال النبوة من حيث آحادها ثمانية وسبعون، قال - يقصد القرطبي في كتابه المفهم -: ويصح أن يسمى كل اثنين منها جزءًا فيكون العدد بهذا الاعتبار تسعة وثلاثين، ويصح أن يسمى كل أربعة منها جزءًا فتكون تسعة عشر جزءًا ونصف جزء،
_________
(١) أثر موقوف أورده الإمام مالك في الموطأ، كتاب: الشعر، باب: ما جاء في المتحابين في الله، وقد رفعه الطبراني في " تاريخه الكبير " عن عبد الله بن سرخس ﵁ انظر موطأ مالك (١٧/ ١٧١٨) ص: ٦٧٥، ط: دار التقوى، تحقيق: الشيخ كامل عويضة.
(٢) " التعليق على الموطأ " هشام بن أحمد الأندلسي: (٢/ ٣٦٤)، تحقيق: د. عبد الرحمن العثيمين - وفقه الله دائمًا إلى الخير -، ط: مكتبة العبيكان، الطبعة الأولى ١٤٢١ هـ / ٢٠٠١ م.
1 / 19