قال لبيد :
مرية حلت بفيد وجاورت
أهل العراق فأين منك مرامها
وأنشد ابن الأعرابي ، أو الفقعسي :
سقى الله حيا بين صارة والحمى
حمى (فيد) صوب المدجناة المواطر
وقال الشماخ :
سرت من أعالي رحرحان وأصبحت
بفيد وباقي ليلها ما تحسرا
وقال المقدسي : فيد : مدينة بحصنين عامرة واسعة الماء (1)، وقال ابن أيوب صاحب حماة : وفيد عن الكوفة مئة وتسعة فراسخ (2)، وقال الحموي : وهي عامرة إلى الآن يودع الحجاج فيها أزوادهم ، وما يثقل من أمتعتهم عند أهلها ، فإذا رجعوا أخذوا أزوادهم ، ووهبوا لمن أودعوه عنده شيئا من ذلك ، وهم مغوثة للحاج في مثل ذلك الموضع المنقطع. ومعيشة أهلها من ادخار العلوفة طول العام إلى أن يقدم الحجاج فيبيعونه عليهم (3). قالوا : وأول من حفر فيه حفرا في الإسلام أبو الديلم مولى يزيد بن عمر بن هبيرة ، فاحتفر المعين التي هي اليوم قائمة وأساحها ، وغرس عليها فكانت بيده حتى قام بنو العباس فقبضوها من يده ، هكذا قال السكوني. وشعر زهير وهو جاهلي يدل [على] أنه كان فيها شرب ، وذلك قوله :
ثم استمروا وقالوا إن مشربكم
ماء بشرقي سلمى فيد أو ركك
وفيد بشرقي سلمى كما ذكر ، وسلمى جبل طيء ؛ ولذلك أقطع رسول الله (صلى الله عليه وآله) زيدا فيد لأنها بأرضه. وأول أجبله على ظهر طريق الكوفة بين الأجفر وفيد جبيل عنيزة ، وهو في شق بني سعد بن ثعلبة من بني أسد بن خزيمة ، وإلى جنبه ماءة يقال لها :
Halaman 56