قال السائق وقد جلس وراء عجلة القيادة: «لقد كانت أوقاتا حزينة، ولكنها لم تكن تتحسن إلى الأفضل.»
ليلة الوداع، وداع آن زوجة إيريك.
قال: «لا عليك، أعتقد أن هناك العديد من المعزين ممن لا يزالون في البلدة. لقد فاتتك مراسم الجنازة أمس بالطبع، كانت كبيرة للغاية. ألم تتمكني من الوصول؟»
قالت: «لا.» «ما كان ينبغي أن أقول إنها ليلة الوداع، أليس كذلك؟ إن ليلة الوداع تتضمن مراسم ما قبل الدفن، أليس كذلك؟ لا أعرف ما الذي تطلقونه على طقوس ما بعد الدفن؟ بالطبع لن نقول عليها حفلة، أليس كذلك؟ سأوصلك سريعا، وأجعلك ترين كل الزهور وما يحيط بالمكان من إجلال وتقدير. هل هذا مناسب لك؟»
وفي داخل المدينة، وبعيدا عن الطريق السريع، على مسافة ربع ميل أو نحو ذلك عبر طرقات وعرة مليئة بالقاذورات، كانت تقع مقابر اتحاد ويل باي. وبالقرب من السياج، كانت توجد هضبة صغيرة مغطاة بأكملها بالزهور، وقد تنوعت ما بين مجموعة من الزهور الطبيعية الذابلة، ومجموعة أخرى صناعية ذات ألوان براقة، ووضع فوقها صليب خشبي صغير يحمل الاسم والتاريخ. وامتدت بعض الشرائط الملفوفة والمزينة لتفرش حشائش المقبرة بأسرها. ولفت السائق انتباهها إلى الخطوط المتعرجة والأخاديد والفوضى التي أحدثتها إطارات العديد من السيارات بالأمس. «نصف من قدموا لم يروها، لكنهم يعرفونه جيدا؛ لذا أرادوا المجيء على أي حال؛ فالجميع يعرفون إيريك.»
انعطفا بالسيارة، ثم عادا أدراجهما مرة أخرى، ولكن ليس باتجاه العودة إلى الطريق السريع. أرادت أن تخبر السائق أنها غيرت رأيها، وأنها لا ترغب بزيارة أحد، تريد فقط أن تنتظر عند المتجر لتستقل الحافلة التي ستأخذ طريق العودة، بإمكانها أن تقول إنها حقا جاءت في اليوم الخطأ، وهي الآن تشعر بالخجل لأنها لم تحضر الجنازة؛ لذا فهي لا تود أن تظهر على الإطلاق.
لكنها لا تستطيع أن تشرع في قول هذا، وربما يخبر السائق الآخرين بشأنها مهما كان الأمر.
سارا في طرق ضيقة، كثيرة الالتواءات، ومرا بالقليل من المنازل، وفي كل مرة يصلان لطريق خاص دون الانعطاف باتجاهه، ينتابها شعور بالرغبة في تأجيل هذه الزيارة.
قال السائق وهما ينعطفان أخيرا بالسيارة: «وها هي مفاجأة، ولكن أين ذهب الجميع؟ كانت ثمة نصف دستة من السيارات عندما مررت من هنا منذ ساعة، حتى شاحنته غير موجودة. انتهت الحفلة. آسف ما كان ينبغي أن أقول هذا.»
قالت جولييت بشغف: «إذا لم يكن ثمة أحد هنا، فبإمكاني أن أعود أدراجي.» «لا تقلقي، فهناك شخص هنا، لا تقلقي بشأن هذا، فإلو موجودة، وها هي دراجتها. هل التقيت بها من قبل؟ أتدرين أنها الوحيدة التي تعتني بكل شيء؟» ثم خرج من السيارة وفتح لها الباب.
Halaman tidak diketahui