رد كلارك: «لا، لا أمزح في الواقع.»
أخبرته كارلا أنها لا تريد أن تتحدث بشأن هذا الأمر مرة أخرى، فوعدها كلارك بألا يفعل.
ولكنهما تحدثا بالفعل بشأنه في اليوم التالي، بل وفي اليوم الذي يليه ولعدة أيام بعدها. لقد كانت تراوده في بعض الأحيان أفكار وآراء غير قابلة للتطبيق، بل إنها قد تكون غير قانونية على الإطلاق، وكان يعبر عنها بشغف متزايد ثم يطرحها جانبا دون أن تدري ما السبب. لو كانت الأمطار توقفت، أو تحول اليوم إلى مجرد يوم صيفي طبيعي، لتخلى هو عن فكرته كغيرها من الأفكار، لكن ذلك لم يحدث، وظل طوال الشهر الماضي يضرب على نفس الوتر كما لو أن الأمر يتسم بالجدية ومن الممكن تنفيذه على نحو مثالي. وكان السؤال المطروح هو كم من الأموال يمكن أن يطلباها؟ فلو طلبا مبلغا ضئيلا، فقد لا تأخذ السيدة حينها الموضوع مأخذ الجد، وتعتقد أنهما يخدعانها، وفي الوقت نفسه لو كان المبلغ ضخما، فربما تجفل وترفض وتصبح أكثر عنادا.
توقفت كارلا عن قولها بأن الأمر مجرد مزحة، وبدلا من ذلك، أخذت تخبره بأنه لن ينجح؛ لسبب واحد؛ وهو أن الناس يتوقعون أن يكون سلوك الشعراء على هذا النحو؛ لذا فالأمر لن يستحق سداد أي نقود للتغطية على الأمر وإخفائه.
فقال كلارك إنه من الممكن أن ينجح لو نفذ على نحو سليم؛ فكل ما على كارلا أن تفعله هو أن تتصنع الانهيار وتقص على السيدة جاميسون القصة بأكملها، ثم يتحرك كلارك بعدها، كما لو أنه اكتشف الأمر لتوه، ثم بعد ذلك ينفجر غاضبا، ويهدد بأن يخبر العالم كله، بل سيجعل السيدة جاميسون هي التي تعرض النقود. «لقد جرحت؛ إذ تحرش بك ولحق بك الخزي والعار، وتأذيت أنا بدوري وشعرت بالخزي والمهانة لأنك زوجتي. إنها مسألة كرامة واحترام.»
كرر عليها هذا الحديث بهذا الأسلوب مرارا وتكرارا، وحاولت أن تثنيه عن ذلك ولكن بلا جدوى، فقد كان مصرا.
قال: «اتفقنا؟» فردت: «اتفقنا.» •••
كل هذا بسبب ما قد كانت تحكيه له، وهي أشياء لا تستطيع أن تتراجع عنها أو تنكرها الآن. «كان يظهر اهتمامه بي في بعض الأحيان.» «الرجل العجوز؟» «أحيانا كان يدعوني إلى غرفته عندما لا تكون زوجته هناك.» «نعم.» «عندما كانت تذهب للتسوق، ولا تكون الممرضة موجودة أيضا.»
لقد كان ذلك بمثابة إلهام وفكرة جديدة منها، مما أسعده على الفور. «وماذا كنت تفعلين حينها؟ هل كنت تدخلين إليه؟»
تصنعت الخجل وقالت: «في بعض الأحيان.» «هل كان يستدعيك لغرفته إذن يا كارلا؟ ثم ماذا؟» «كنت أذهب لأرى ماذا يريد.» «وماذا كان يريد؟»
Halaman tidak diketahui