قال نيل: «وماذا عن المياه الغازية؟» «لا أستطيع البيع.»
قام الرجل بإزاحة الزجاجة بعيدا، وتجرع نيل ما تبقى في الكأس سريعا، وقال: «إنك رجل طيب، إنها روح القانون.» «خذ معك علبة المياه الغازية، كلما غادرت سريعا ازدادت سعادتي.»
قال نيل: «بالطبع؛ إنها فتاة لطيفة، إنها زوجة أخي؛ زوجة أخي المستقبلية، كما فهمت.» «هل هذه هي الحقيقة؟»
لم يعودا إلى الطريق السريع رقم 7؛ إذ سلكا بدلا منه الطريق المتجه شمالا، والذي لم يكن ممهدا، ولكنه كان واسعا كفاية ومتدرجا على نحو مقبول. بدا أن للشراب تأثيرا معاكسا لما يفترض أن تحدثه المشروبات على قيادة نيل؛ فقد أبطأ للحد الذي يتناسب مع هذا الطريق، بل إنه كان حذرا أيضا.
قال: «أتمانعين؟»
قالت جريس: «أمانع في ماذا؟» «الذهاب إلى أي مكان قديم.» «لا.» «أحتاج إلى صحبتك. كيف حال قدمك؟» «إنها بخير.» «لا بد أنها تؤلمك نوعا ما.» «ليس كثيرا. كل شيء على ما يرام.»
أمسك يدها التي لم تكن تحمل علبة الكولا، وألصق راحة يدها على فمه ثم تركها تسقط. «هل تعتقدين أنني اختطفتك لأغراض شريرة؟»
كذبت عليه جريس حين قالت: «كلا» وهي تفكر كيف بدت هذه الكلمة «شريرة» مثل كلام أمه.
قال، كما لو أنها أجابته بنعم: «ربما تكونين على صواب في أي وقت آخر، ولكن ليس اليوم. لا أعتقد هذا. أنت اليوم في مأمن تماما مثل الكنيسة.»
وكان للتغير في نبرة صوته، التي غلبت عليها الحميمية والصراحة والهدوء، وتذكرها لحركة شفتيه على يدها، أثر على جريس، حتى إنها صارت تسمع كلماته ولكنها لم تفهم معناها. كان بوسعها أن تستشعر مائة لمسة، بل مئات اللمسات من شفتيه، رقصة من التضرع، على جسدها بالكامل، ولكنها استطاعت أن تقول: «الكنائس ليست آمنة دوما.» «هذا صحيح. معك حق.» «وأنا لست زوجة شقيقك.» «المستقبلية. ألم أقل المستقبلية؟» «أنا لست هذه أيضا.» «آه، حسنا. أعتقد أنني لست مندهشا. لا. لست مندهشا.»
Halaman tidak diketahui