116

قالت السيدة ترافرس: «يا للأسف! أهذا شيء جديد؟» «أوه، لا، إنني مصابة به منذ سنوات، لكنني لم أكن أرفض الطعام أدبا، لكني سئمت من التقيؤ طوال الليل.» «لو أنك فقط أخبرتني بذلك، ماذا يمكنني أن أحضر لك؟» «لا تشغلي بالك، إنني على ما يرام، وليس لدي شهية للطعام على أي حال، يكفيني حرارة الأمومة ومتعتها.»

ثم أشعلت سيجارة.

وبعد فترة، وأثناء اللعبة، دخلت في نقاش مع وات بشأن أحد التعريفات التي استخدمها، وعندما أثبت المعجم أنها مقبولة قالت: «أوه، إنني جد آسفة، يبدو أنكم هزمتموني في اللعب.» وعندما حان الوقت لكي يقدم الجميع كلماتهم على قطعة من الورق للجولة القادمة، ابتسمت وهزت رأسها قائلة: «ليس لدي واحدة.»

قالت السيدة ترافرس: «أوه، ميفيس.» وقال السيد ترافرس: «هيا يا ميفيس، أي كلمة قديمة ستفي بالغرض.» «لكن ليس لدي أي كلمة قديمة، إنني آسفة، إنني أشعر بالغباء الليلة. يمكنكم أنتم اللعب وسوف أشاهدكم.»

كان هذا هو ما قاموا به بالفعل، وتظاهر الجميع أنه ليس ثمة مشكلة، بينما راحت ميفيس تنفث سيجارتها، واستمرت ترسم ابتسامتها التي تشي بإصرار عن عدم سعادتها وضيقها. وخلال فترة وجيزة، نهضت وقالت إنها تشعر بتعب شديد، وإنها لا يمكن أن تترك طفليها في رعاية أبويها لفترة أطول من ذلك، وإنها حظيت عن جد بزيارة هادفة ولطيفة وعليها أن تعود للمنزل الآن.

قالت وهي في طريقها للخروج ولا توجه حديثها لشخص بعينه وتضحك ضحكة لها رنة مرارة: «سأحضر لكم معجم أكسفورد هدية عيد الميلاد القادم.»

كان معجم عائلة ترافرس الذي استخدمه وات من المعاجم الأمريكية.

عندما غادرت المنزل، لم ينظر أي منهم إلى الآخر، وقالت السيدة ترافرس: «جريتشن، هل تستطيعين إعداد قدر من القهوة لنا جميعا؟» ذهبت جريتشن إلى المطبخ وهي تتمتم قائلة: «يا لها من تسلية! لقد بكى المسيح.»

قالت السيدة ترافرس: «إن حياتها مليئة بالمتاعب بسبب الصغيرين.» •••

وخلال الأسبوع، حصلت جريس ليوم واحد على فترة للراحة، ما بين انتهاء الفطار، والإعداد للعشاء، وعندما علمت السيدة ترافرس بذلك، استقلت سيارتها إلى بيليز فولز لكي تصحبها إلى البحيرة لهذه الساعات الثلاث، وحينها سيكون موري في عمله - حيث يعمل فترة الصيف في إصلاح الطريق السريع 7 مع بعض العاملين المكلفين بإصلاح الطرق - أما وات ففي مكتبه في أوتاوا، وجريتشن في البحيرة تسبح أو تجدف مع أطفالها هناك. عادة ما كانت السيدة ترافرس تخبر جريس بأنها ستذهب للتسوق، أو أنها ستقوم ببعض الترتيبات من أجل العشاء، أو أن عليها كتابة بعض الخطابات، وعندئذ تترك جريس بمفردها في غرفة المعيشة الكبيرة الباردة الظليلة، وأريكتها الجلدية المنبعجة دائما، وأرفف المكتبة المكتظة بالكتب.

Halaman tidak diketahui