Kebebasan Manusia dan Sains: Masalah Falsafah
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Genre-genre
Felix Ravisson (1813-1900) رائدا لهذا التيار من حيث كونه فلسفة للحرية على أساس الشعور أو الفكرة، وخصوصا في هذا الفرع البيراني أو الروحي، واستنادا إلى مين دي بيران، يبرز رافيسون التأثير الكبير الذي للعادة، العادة
6
بمعنى الاستعداد والفضيلة، ويقرر أنه في الشعور بالمجهود تتجلى الشخصية لنفسها على شكل نشاط إرادي ، فالمجهود ليس فقط الشرط الأول، بل هو أيضا النموذج الكامل والموجز للشعور.
على هذا نلاحظ أن «العادة» عند رافيسون ليست البتة العادة بالمفهوم السيكولوجي أو المعنى المتعارف عليه، بل المقصود بها الإشارة إلى استعداد معين يتميز وينفرد به كائن حي. إنه الاستعداد للتغير الذي يتولد ويتخلق في الكائن الحي، عن طريق استمرار وتكرار هذا التغير نفسه، وبالمجهود المبذول في هذا الصدد، المادة الجامدة التي هي ميدان التجانس التام والتشابه المطلق لا تعرف البتة العادة - أي الاستعداد للتغير - على العكس من الحياة التي يقوم جوهرها على هذا، من هنا كانت العادة التي هي مستحيلة على المادة أمرا خاصا بالكائن الحي، مميزا له. هي إذن ميدان الفردية والتميز، وفيها - في العادة أو في الاستعداد للتغير - تتجلى الإرادة والحرية. إن ميدان الحياة هو ميدان التغير والدوام، ميدان العادة، ميدان الإرادة والحرية، رافيسون إذن يجعل العادة (الاستعداد للتغير) تفتح لنا الباب على مصراعيه للخروج من غياهب الحتمية الميكانيكية، إلى رحاب الحرية والاختيار، والإيمان أيضا، فقد أكد أن الإرادة تبحث دائما عن الرب.
إن القائلين بالحتمية يبدءون بالمادة أي بالطبيعة الفيزيقية الخاضعة للحتمية، ومنها يخرجون إلى الإنسان ويخضعونه للحتمية نفسها، ربما لأنه من الأيسر والأسلس أن نبدأ بالبسيط أي المادة، ونتدرج منه إلى الأكثر تعقيدا ... إلى ظاهرة الحياة ثم الإنسان، ولكن هذا التيار الروحي رفض هذا، رفض البدء من المادة وأكد على العكس تماما، على البدء من الروح والوجدان، فيصل إلى الحياة، ومنها أخيرا إلى المادة.
وطبعا رافيسون الرائد قد أكد على هذا، بل وتوغل فيه حتى عمل على إذابة الفلسفات الوضعية والتجريبية في الفلسفة المثالية الروحية، كي تستوعب الروحية الواقع بأسره، حتى الواقع المادي. بل وأكد رافيسون أن المادية سطحية قاصرة، غير قادرة على الاستقلال أو الاستمرار ما لم ترد إلى الروحية، وأخرج عام 1867 كتابه «تقرير عن الفلسفة الفرنسية»، ليثبت أن كل فلاسفة فرنسا بلا استثناء، حتى أولئك الذين يبدون مسرفين في المادية وفي الإيمان بالحتمية وعلى رأسهم أوجست كونت، يفترضون مبدأ الروح الميتافيزيقي ضمنا، أو على الأقل يعودون إليه، ثم جعل رافيسون من هذه الفرضية أساسا لتأريخ الفلسفة بجملتها، وليست فقط الفلسفة الفرنسية.
وعلى هذا النحو يؤكد رافيسون اتصال الروح والمادة، خلافا لما يذهب إليه ديكارت، وسائر أتباعه الشيزوفرينيين من انفصال بينهما، وواقعيته الروحية ستنسخ الفرضية القائلة إن المادة الآلية الميكانيكية هي الأصل والحياة ظاهرة لاحقة، بل ستجعل الأصل الحياة، والغائية هي التي تستخدم الآلية وتسخر العلية ... فطالما أن الحياة أصل والمادة فرع، والحياة مبدؤها الغائية والمادة مبدؤها الآلية، فستغدو الغائية هي الأصل المنظم للوجود، والآلية عنصرا من عناصر الغائية، هكذا تستخدم الغائية الآلية.
رافيسون إذن يجري على وتيرة هذا التيار من معارضته للمنهج الميكانيكي الذي يرد الأعلى إلى الأدنى، وهدفه تمييز الحياة عن المادة البحتة، فأكد أن هذا التمييز يلاحظه جميع الفلاسفة والعلماء حين يتعمقون في دراسة طبيعة الحياة، مما يؤذن بقيام مذهب جديد هو الواقعية الروحية، التي تتصور الوجود على مثال الوجدان، إنها مقولة الحياة، التي أصبحت بفضل رافيسون عنصرا خصيبا في كل فلسفات الحرية، يتجلى هذا خصوصا عند بيرجسون، أخلص تلاميذه، وبصفة عامة انفصل رافيسون انفصالا نهائيا عن التجريبية، ثم أصبح رائدا للنزعة اللاعقلانية المنتشرة في الفلسفة المعاصرة من حيث هي فلسفات للحرية.
وكمثل رافيسون، نجد شارل سكريتان
Charl Sacretan (1815-1895). إنه لا ينتمي لحركة نقد العلم، ولا لأية وضعية، ولا حتى لفرنسا، فهو من سويسرا الفرنسية، ولكنه يدخل في زمرتهم لأنه كتب بلغة فرنسية ولأنه نابع لمين دي بيران، وبذل جهدا فائقا من أجل الحرية، أكد أن المطلق حرية مطلقة و«أنا أريد ما أريد» والواقع والروح والإرادة والنشاط مترادفات،
Halaman tidak diketahui