كما أشار جل شأنه إلى عدم أكل مال اليتيم ، لأنه مظنة الأكل نظرا لصغره وعدم قدرته على اليقظة والإنتباة لما أخذ منه قال تعالى :
{ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا } [ النساء : 10] .
فإذا كان اليتيم عاجزا عن المحاسبة والمراجعة لمن أكل ماله وكذلك مراقبته في الغفلة فإن الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون ، فليتق الله هؤلاء الأوصياء ، وليعلموا أن الدهر يتقلب بين ساعة وأخرى ، وأنهم قد يموتون ويتركون أولادا صغارا ، فهل يرضون لأوصياء أولادهم أن يعملوا في أموالهم ماعملوا في أولاد غيرهم ، قال تعالى :
{ وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا } [ النساء : 9] .
فالإيمان يشترط عليك أن تحب لغيرك ماتحبه لنفسك ، وأن تحب لأولاد غيرك ما تحبه لأولادك .
إصلاح اليتيم :
كما إن إصلاح اليتيم وتربيته من الأمور الهامة التي أشار إليها القرآن ، وأمر نبيه بأن يجيب على السائلين له عن اليتامى بعد أن رأوا الآيات التي تحرم أكل أموالهم أوضمها إلى أموال الأوصياء فقال تعالى :
{ ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم } [ البقرة : 220] .
فإصلاح اليتيم وتربيته ، وكذلك إصلاح ماله وتنميته بالتنمية الشرعية من أهم مقاصد الإسلام وأهدافه ، فيجب المحافظة على إصلاح اليتامى وتهذيبهم تهذيبا عظيما ، والمحافظة على أحاسيسهم وشعورهم في كل الأوقات .
الإحسان إلى المساكين
Halaman 78