لا بد من البحث عن أسباب القطيعة فإن كانت ناتجة عن نسيان أو تساهل فحاول التذكر والإهتمام واعتذر عن قطيعتك السابقة وإن كانت ناتجة عن عداوة فابحث عن أسباب العدواة ، وحاول الصفح والمبادرة بالصلح والصلة لأن الإسلام أكد على ذلك ، ورغب فيه قال تعالى : { ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } [ فصلت : 34] .
ويقول الإمام علي عليه السلام : ( إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام ) ، وأكد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على صلة الرحم الكاشح وهو الذي تصله ويقطعك وتعطيه ويمنعك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها )(1) .
ولا شك أن المبادر إلى الصلة والصلح مع رحمة أكثر ثوابا ، وأوسع صبرا وهنا يتحتم الواجب على الطرف الآخر فيجب عليه قبول العفو إذا كان قد حصل تقصير أو ذنب.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من لم يقبل العذر من محق أومبطل لا ورد علي الحوض ) (2) .
ويقول الإمام الحسن عليه السلام : ( لو شتمني رجل في أذني هذه ، واعتذر إلي منه في أذني هذه لقبلت منه ) (3) .
فأين نحن من هذه التعاليم النبوية ، والأخلاق الحميدة التي اتصف بها أهل أهل البيت النبوي الطاهر عليهم السلام .
الإمام الحسن يقول : لو شتمني رجل أي رجل واعتذر مما فعل لقبلت منه فكيف لو شتمك قريبك هل تقبل منه ؟!
بالأولى والأحرى القبول منه والصفح عنه ما أكثر الشقاق بين الإخوة ،
وذوي الأرحام في عصرنا حتى إن الإنسان في هذا العصر ليهجر أخاه لمجرد كلمة عابرة أو لفظة غير مقصودة .
Halaman 74