لقد نهى الإسلام نهيا شديدا عن قطيعة الرحم ، وحذر من عواقبها الوخيمة وآثارها الخطيرة التي تنذر القاطع بأخوم العواقب ، وتعاجله بالفناء وقصف الأعمار ومحق الديار ، والخسران المبين في دينه ودنياه ، وقد يعمل الإنسان أعمالا عظيمة لكنه يقصر في صلة أرحامه وأقاربه فيكون حاله كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( من أحب أن يملى له في عمره ، ويبسط له في رزقه ، ويستجاب له الدعاء ، ويدفع عنه ميتة السوء ، فليطع أبويه في طاعة الله ، وليصل رحمه ، وليعلم أن الرحم معلقة بالعرش تأتي يوم القيامة لها لسان طلق ذلق تقول : اللهم صل من وصلني ، اللهم اقطع من قطعني ، قال : فيجبها الله تبارك وتعالى : إني قد استجبت دعوتك ، فإن العبد لقائم يرى أنه بسبيل خير ، حتى تأتيه الرحم فتأخذ بهامته فتذهب به إلى أسفل درك من النار بقطيعته إياها ، كان ذلك في دار الدنيا ) (1) .
وهنا تقع الخسارة العظيمة والندم الضائع ، ويكون الحال كما قال الله تعالى : { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } [ الكهف 103104] .
فشعب الإيمان كثيرة ، ومتصلة لابد من القيام بها جميعا حتى يكون النصر والنجاح .
فالعبادة يا أخي ليست محصورة في الصلاة والصيام والزكاة والحج ، بل هي شاملة لكل ما أمر الله به من الواجبات ، وعما نهى عنه من المقبحات .
الصلة بعد القطيعة :
Halaman 73