تدخل فيه المجتمعات الشيوعية .. أولا : بإلحادها في الله سبحانه وبإنكار وجوده أصلا ، ورجع الفاعلية في هذا الوجود إلى ( المادة ) أو ( الطبيعة ) ، ورجع الفاعلية في حياة الإنسان وتاريخه إلى ( الإقتصاد ) أو ( أدوات الإنتاج ) .
ثانيا : بإقامة نظام العبودية فيه للحزب على فرض أن القيادة الجماعية في هذا النظام حقيقة واقعة ! لا لله سبحانه ! ثم مايترتب على ذلك التصور وهذا النظام من إهدار لخصائص ( الإنسان ) وذلك بإعتبار أن ( المطالب الأساسية ) له هي فقط مطالب الحيوان ، وهي : الطعام والشراب والملبس والمسكن والجنس ! وحرمانه من حاجات روحه ( الإنساني ) المتميز عن الحيوان ، وفي أولها : العقيدة في الله ، وحرية إختيارها ، وحرية التعبير عنها ، وكذلك حرية التعبير عن ( فرديته ) وهي من أخص خصائص ( إنسانيته ) . هذه الفردية التي تجلى في الملكية الفردية . وفي إختيار نوع العمل والتخصص ، وفي التعبير الفني عن ( الذات ) إلى آخر ما يميز ( الإنسان ) عن ( الحيوان ) أو عن ( الآلة ) إذ أن التصور الشيوعي والنظام الشيوعي سواء ، كثيرا ما يهبط بالإنسان عن مرتبة الحيوان إلى مرتبة الآله !
Halaman 54