فلا بد أن تتمثل العبودية الخالصة في ممارستها ، ، وتكون خالصة لله وحده ، قال تعالى : { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } [ الأنعام : 162163] ، وقال تعالى : { فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } [ الكهف : 111 ] .
الشرائع الإجتماعية والقانونية :
كذلك لا بد أن تتمثل العبودية في إستمداد الشرائع التي تنظم للبشرية حياتها ، ويلزم تنقيتها من الإستمداد من غير الله تعالى ، قال تعالى :
{ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } [ الشورى : 21] ، وقال تعالى : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } [ الحشر : 7] .
فعلى هذه الدعائم الثلاث ( عبودية الإعتقاد ، عبودية الشعائر ، عبودية القوانين والشرائع ) ، تقوم شخصية الفرد المسلم ، والمجتمع المسلم ، والدولة المسلمة .
المجتمع الجاهلي المعاصر :
والإسلام في الحقيقة لا يعترف بمن لا يستشعر هذه الدعائم الثلاث استشعارا عمليا بل يعتبره جاهلا ، شأنه شأن المجتمع الجاهلي القديم .
ومن الممكن الإشارة إلى ما يمكن أن نسميه ( بالمجتمع الجاهلي المعاصر) وهو على ماقال سيد قطب : ( كل مجتمع غير المجتمع المسلم ! وإذا أردنا التحديد الموضوعي قلنا : إنه كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده .. متمثلة هذه العبودية في التصور الإعتقادي ، وفي الشعائر التعبدية ، وفي الشرائع القانونية ..
وبهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار ( المجتمع الجاهلي ) جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلا !!
Halaman 53