واهجر الخمرةَ إنْ كنتَ فتىً ... كيفَ يسعى في جنونٍ مَنْ عقلْ
العقل نوعان: مطبوع ومسموع
يرى بعض العلماء أن العقل: اسم يقع على المعرفة بسلوك الصواب والعلم باجتناب الخطأ، فإذا كان المرء في أول درجته يسمى أديبًا ثم أريبًا ثم لبيبًا ثم عاقلًا.
وقال أبو حاتم: العقل نوعان: مطبوع ومسموع، فالمطبوع منهما كالأرض، والمسموع كالبذر والماء. (١)
وإلى مثل ذلك ذهب الراغب في كتاب الذريعة في مكارم الشريعة.
وفي مفردات القرآن: العقل يقال للقوى المتهيئة لقبول العلم، ويقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة. (٢)
وفي المختار: العقل: الحجر والنهى (٣)، وسمي به لأنه ينهى عن القبيح.
أما الجرجاني: فهو يرى أن العقل: جوهر مجرد عن المادة في ذاته مقارن لها في فعله، وهي النفس الناطقة التي يسار إليها كل أحد بقول: أنا، والعقل: ما يعقل به حقائق الأشياء، قيل محله الرأس، وقيل محله القلب. (٤)
ولبعض الشعراء:
رأيت العقل نوعين ... فمطبوع ومسموع
(١) - روضة العقلاء ص١٩.
(٢) - انظر: المفردات ص١٢٦، والذريعة إلى مكارم الشريعة لأبي القاسم الحسن بن محمد بن المفضل الراغب الأصفهاني ص٩٢، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى ١٤٠٠هـ١٩٨٠م.
(٣) - مختار الصحاح للشيخ الإمام محمد بن أبي بكر الرازي ص٤٤٦، الناشر: دار القلم لبنان.
(٤) - التعريفات للعلامة علي محمد الشريف الجرجاني المتوفى ٨١٦هـ، ص٢٨، طبعة دار النفائس بيروت ٢٠٠٣م.