1-6 )، أو الآرامية، أو العبرية، أو المؤابية، أو الكنعانية، بيد أنه كان نظاما واحدا للكتابة بتنويعات محلية. وأقدم نموذج في الشكل الخطي (الذي تتشكل فيه الحروف من خطوط، وليس رموزا وتدية، أو رسوم) مأخوذ من تابوت حجري يرجع تاريخه إلى حوالي عام 1000 قبل الميلاد، وكان يخص أحيرام ملك بيبلوس (جبيل). وتوجد كتابات قديمة جدا إلا أنها غير مقروءة، تمثل أصولا محتملة للكتابة السامية الغربية، ترجع إلى حوالي عام 1800 قبل الميلاد، منحوتة على صخور في وديان نائية في مصر.
شكل 1-6: أبجدية (ألفبائية) أوغاريتية، تعود إلى حوالي عام 1200 قبل الميلاد. هذا اللوح هو أقدم الأدلة على ترتيب الرموز الذي لا نزال نستخدمه في الوقت الحاضر: فتتصل «أغنية
ABC » للأطفال تاريخيا اتصالا مباشرا بهذا التراث التاريخي. يقرأ اللوح من اليسار إلى اليمين، ومن أعلى إلى أسفل. يحتوي جدول دليل الرموز على أحرف «الكتابة المسمارية» وما يكافئها في الحروف اللاتينية المعدلة. حقوق النشر للصورة محفوظة لتشارلز وجوزيت لينارز، شركة كوربس؛ وأعيد رسم الجدول من صورة منخفضة الوضوح للترتيب الأبجدي القديم للأساتذة ديفيد كيلي وستيف بيت. حقوق النشر محفوظة، بيتا 1998.
رغم ما يبدو من أن الكتابة السامية الغربية تعتمد - على نحو ما - على الكتابة الهيروغليفية المصرية، التي لم يرد بها أيضا أي معلومات عن كيفية اهتزاز الأحبال الصوتية (ولهذا السبب فهي غير منطوقة)، فإن تركيبها مغاير للكتابة المصرية؛ وذلك لأن «كل» العلامات في الكتابة السامية الغربية تتسم بأنها صوتية (تعتمد على النطق)، في حين أن «بعضها» فقط صوتي في الكتابة المصرية. قد تكون أصول نوعية الكتابة السامية الغربية مرتبطة على نحو ما بالكتابة الكريتية الإيجية، التي ظهر فيها، في نفس وقت الكتابة السامية الغربية تقريبا، نظام مقطعي صوتي في أغلبه يسمى النظام الخطي باء، هذا الذي كانت تدون به اللغة اليونانية. غير أن العلامات المقطعية للنظام الخطي باء تتيح معلومات عن الأصوات المؤلفة من حروف علة وخمس علامات ترمز إلى حروف متحركة خالصة. وكان النظام الخطي ألف السابق عليه، الذي لم تحل رموزه، ويرجع تاريخه إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، على ما يبدو، نظاما صوتيا أيضا. ورغم أن الفلسطينيين في غزة كانوا فيما يبدو ميسينيين من جزيرة كريت، لم يعثر على أي نماذج للكتابة الإيجية في فلسطين.
فضل الساميون الغربيون كثيرا ورق البردي المصري كعنصر أساسي للكتابة، مما نتج عنه ضياع كتاباتهم الأدبية بأسرها فيما عدا الكتاب المقدس العبري، الذي كتب له البقاء؛ لأن اليهود اعتبروا أن نجاتهم كشعب والنقل الأمين للنص المادي الملموس شيئا واحدا. لم يتبق في الشام نصوص على مواد صلبة إلا حوالي تسعين نصا مكتوبا من الكتابات السامية الغربية التي يرجع تاريخها إلى حوالي 1000-300 قبل الميلاد (واكتشف عدد أكبر بكثير في قرطاج في شمال أفريقيا). في المقابل ما زالت آلاف من الكتابات الأبجدية اليونانية موجودة على الحجر وعلى مواد أخرى. وعلى الرغم من أن اليونانيين كانوا يستخدمون البردي أيضا - وهي عادة مستمدة من الشام - كانت الكتابة تؤدي فيما بينهم دورا اجتماعيا مختلفا عن الدور الذي كانت تؤديه بين الساميين الغربيين.
إن الاستخدام الشائع، رغم عدم دقته، لكلمة «أبجدية» لوصف كل من الأبجدية اليونانية والكتابة السامية الغربية التي قامت عليها الأبجدية اليونانية، وكذلك الحال في «الأبجدية الفينيقية» أو «الأبجدية العبرية»، من شأنه أن يحجب التغير التاريخي الهائل والجائح الذي حدث عندما انتقلت الكتابة من الساميين الغربيين إلى اليونانيين. ونحن نحدد تاريخ لحظة تحول وتبدل التقنيات هذه عن طريق البحث عن أقدم الكتابات اليونانية التي تستخدم حروفا أبجدية، تلك التي تعود إلى حوالي عام 775 قبل الميلاد، ثم العودة - وهو مجرد تخمين - إلى الوراء نحو جيل. ولأن ما يصل إلينا من حقبة ما بعد عام 775 قبل الميلاد يوازي قطرات وشل من الكتابات، ثم جدولا، ثم نهرا، ثم محيطا من الكتابات، يبدو من المستبعد أن تكون الأبجدية قد بلغت اليونان قبل دليلنا الأول على وجودها هناك بوقت طويل. وهذا النهج في التفكير يدرج اختراع الأبجدية اليونانية في حوالي عام 800 قبل الميلاد، «وهو التاريخ المضمون الوحيد الذي نستخلصه في استكشافنا لتاريخ القصائد الهوميرية». فلا بد وأن تأتي القصائد الهوميرية بعد عام 800 قبل الميلاد؛ لأن القصائد الهوميرية هي نص مكتوب، والنصوص هي أشياء مادية عليها علامات. ولم يتسن ظهور نصوص هوميروس إلا بفضل الأبجدية ولولاها لما أمكن أن تظهر قصائده للوجود.
إن الأبجدية اليونانية والكتابة المقطعية «الفينيقية» مرتبطتان بالفعل تاريخيا، ولكنهما تختلفان اختلافا جوهريا في التركيب. ويتجلى الاختلاف في حقيقة أنه يمكنك أن تتهجى النصوص الأبجدية اليونانية دون معرفة اللغة. اشتملت الكتابة السامية الغربية على شكل واحد لكل رمز (مقطع)، وكل رمز يلمح إلى مخارج الحروف وحواجز التنفس. اشتملت الأبجدية اليونانية على شكلين منفصلين للرموز الصوتية. فرموز الحروف المتحركة اليونانية قابلة للنطق بمفردها، في حين أن رموز الحروف الساكنة اليونانية غير قابلة للنطق منفردة. وهكذا فإن الرمز
A
يكافئ الصوت [
a ]، ولكن الرمز
Halaman tidak diketahui