يتحدث أوديسيوس مع روح أمه التي ماتت ميتة مثيرة للشفقة وتشتاق إليه. ومع أن تيريسياس يذكر الخطاب، إلا أن أم أوديسيوس لا تعرف إلا بشأن الفترة التي تسبق عودة أوديسيوس إلى الديار بعشرة أعوام، عندما كان تليماك لا يزال «آمنا» في المنزل؛ فهي لا تملك قدرة تنبؤية. بعد ذلك تأتي «قائمة النساء الشهيرات»، التي تشمل ألكميني، أم هرقل، وليدا، أم هيلين طروادة، وكلتمنسترا، وأريادني، زوجة ثيسيوس، وأخريات كثيرات، بعضهن مجهولات تماما في قائمة الأعمال اللاحقة عن الأساطير الإغريقية.
تختتم المجموعة الأولى من ثلاثة أحاديث بقائمة النساء، وهو وقت جيد لأخذ استراحة في البلاط الملكي لجزيرة سكيريا. يذهل الفياشيون من قدرة أوديسيوس على سرد الحكايات. فقد تصرف حقا وكأنه «منشد ملحمي» مثالي (رغم أنه لا يستخدم قيثارة)، مجتذبا انتباه مستمعيه على نحو مذهل في مأدبة. ورغم أن أوديسيوس يقول إنه يود أن ينال بعض الراحة، فإنهم لن يدعوه، فهم يرغبون في المزيد.
في المجموعة الثانية المكونة من الأرواح الثلاثة التي يستجوبها أوديسيوس، يعود هوميروس إلى مثال أجاممنون وكلتمنسترا. تصعد روح أجاممنون مقبلة. ويحكي كيف مات هو ورفاقه؛ إذ قتلوا في مأدبة (مثلما سوف يقتل أوديسيوس الخطاب في مأدبة). ويلعن جنس النساء (سوف يشكو الخطاب المتوفون من أن بينيلوبي كانت وراء كل ما حدث)، ويسبغ الثناء على أوديسيوس لحسن طالعه أن يكون له زوجة مثل بينيلوبي. وبعد الإمعان في الأمر:
وسأقول لك أمرا آخر، وعليك أن تسره في نفسك ولا تبديه؛ فلترس بسفينتك على شاطئ وطنك العزيز في السر وليس في العلن؛ إذ لا يمكنك أبدا أن تثق في امرأة . (الأوديسة، 11، 454-456)
عليك أن تكون حذرا حتى مع بينيلوبي؛ وتلك لمحة مزاح نادرة.
والآن تظهر روح آخيل. يسري أوديسيوس عنه بالحديث عن شهرته وذكره الباقي في ذاكرة العالم، ولكن آخيل يجيب إجابة شهيرة:
لا، لا تحاول، يا أوديسيوس المجيد، أن تحدثني حديثا هادئا عن الموت. إنني لأوثر، لو كان لي أن أعيش على الأرض، أن أكون أجيرا لرجل آخر لا يملك ثروة، وأسباب العيش لديه بسيطة، على أن أكون سيدا على كل الموتى الذين كان هلاكهم على يدي. (الأوديسة، 11، 488-491)
كم كان غاليا هذا العالم وما فيه من أشياء على اليونانيين، وكم مقبض وكئيب هو العالم المقبل. يريد آخيل، مثل أوديسيوس، أن يعرف أحوال ابنه، نيوبتوليموس.
ثالث روح من هذه المجموعة تدنو من الدماء هي روح أياس، ابن تيلامون، الذي قتل نفسه بعد أن جن. إنه لا يشرب من الدماء؛ لأنه لن يتحدث إلى أوديسيوس، الذي منح دروع آخيل في حين أن أياس هو من كان يستحقها، كما يعرف الجميع.
يبدو عند هذه النقطة أن هوميروس ينسى أن أوديسيوس يستجوب الأشباح إلى جوار حفرة دماء ويخوض في «قائمة الآثمين». يبدو أن أوديسيوس موجود في العالم السفلي نفسه؛ إذ يصف هوميروس العقوبات الشهيرة لتيتيوس، وتانتالوس، وسيسيفوس (سيزيف). يرى أوديسيوس هرقل، ولكنه ليس إلا طيفا، مجرد
Halaman tidak diketahui