الحشاك: اسم ماء، وقيل: أرض، وقيل: الذين يحشدون في كرامة الضيف أي يختلطون، وأحدهم حاشد، وهو نحو قول الآخر:
المانعين من الخنا جاراتهم ... والحَاشدين على طعام النَّازل
وأراد ب عمير: عمير بن الحباب السلمي، وكانت تغلب قد قتلته.
والتل موضع كانت فيه وقيعة.
ويروى: الضاربين، والضاربون.
والعادي: المعتدي.
وأنشد أبو القاسم في هذا الباب:
الفارِجُو بابِ الأَميِرِ المُبْهمِ
هذا الرجز لرجل من بني ضبة.
والفارجون من باب الأمير: الفاتحوه، والمبهم: المغلق، يقال: فرجت الباب إذا فتحته، وأبهمته إذا أغلقته، وهذا يحتمل معنيين.
أحدهما: أن تريد أنهم يغلبون الملوك، ويلجون أبوابهم التي قد حصنوها، فيكون كقول الآخر:
حَمَّالُ ألْوِيةٍ شهَّادُ أنْدِيةٍ ... شَدَّادُ أوْهبة فتاح أسداد
والوجه الآخر: أن يريد أنهم أعزة أشراف، إذا وفدوا على الرؤساء لم يمنعوا من الدخول عليهم، فيكون مثل قول الآخر:
مِنَ النَّفَرِ الْبِيضِ الَّذِينَ إِذَا انْتَهواوَهابَ الرِّجالُ حَلْقةَ البابِ قَعْقَعُوا
وهو ضد ما قاله جرير، في هجائه للتيم، وهو قوله:
قوْم إِذا حَضر الملوكَ وُفُودُهم ... نُتِفَتْ شَوَارِبهم عَلى الأَبْوابِ
وأنشد أبو القاسم في هذا الباب:
الحافظو عَوْرَةَ العشِيرة لا ... يَأتِيهم مِنْ ورائنا وَكَفُ
هذا البيت: لقيس بن الخطيم الأنصاري.
وقيْس: اسم منقول وقد ذكرناه فيما تقدم.
الخطيم: من قولهم: خطمت البعير، فهو خطيم، ومخطوم، إذا جعلت في أنفه الخطام، وهو الزمام.
وإنما سمي بذلك؛ لأنه ضرب على أنفه، فبقي فيه أثر الضرب، وقبل هذا البيت.
أَبْلِغ بَنِي جَحْجَبي وقْوْمهُمْ الْ ... أَشْرافَ أنَّا وراءَهم أُنُفُ
وإنَّنا دُونَ ما يَسُومُهُم الْ ... أعداء من ضَيْمِ خُطَّةٍ نُكْفُ
العورة: المكان الذي يخاف منه العدو.
والوكف ههنا: العيب، ويروى نطف وهو نحو الوكف، والنطف - أيضًا - الربية والتهمة: يقول: نحن نحفظ عورة العشيرة فلا يأتيهم من ورائنا شيء يعابون به من تضييع ثغرهم وقلة رعايته.
هذا على رواية من روى: من ورائنا.
ومن روى: من ورائهم أخرج الضمير مخرج الغيبة على لفظ الألف واللام؛ لأن معنى الحافظوا عورة العشيرة: نحن الذين يحفظون، كما تقول: أنا الذي قام؛ فخرج الضمير مخرج الغيبة وإن كنت تعني نفسك، لأن معناه: أنا الرجل الذي قام، وقد يقولون: أنا الرجل الذي قمت، فعلى هذه - الرواية - رواية من روى: من ورائنا.
ومثل قول الآخر:
وأنا الّذي قتلتُ بكرًا بالقَنَا ... وتركت تغلب غير ذَاتِ سَنامِ
وأنشد أبو القاسم في هذا الباب:
يَا رُبَّ غَابِطِنا لَوْ كَانَ يَطلبُكُمْ ... لاَقَى مُبَاعَدَةً مِنْكُم وَحِرْمَانا
هذا البيت: لجرير بن عطية بن حذيفة، من بني كلب ابن يربوع.
وجرير من الأسماء المنقولة؛ لأن الجرير زمام البعير، قال الشاعر:
يرى في كف صاحبه حِلاه ... فَيعجبه ويُفْزعه الجرير
وسمي جريرًا: لأن أمه كانت ترى في نومها وهي حامل به أنها تلد جريرًا، فكان يلتوي على عنق رجلٍ فيخنقه، ثم في عنق آخر، حتى كاد يخنق عدةً من الناس، ففزعت من رؤياها، وقصتها على معبر، فقال لها: إن صدقت رؤياك ولدت ولدًا يكون بلاءً على الناس، فلما ولدته سمته جريرًا لما كانت رأت في النوم، فكان تأويل رؤياها أنه هاجى ثمانين شاعرًا، فغلبهم كلهم إلا الفرزدق!.
وعطية منقول من العطية، ويراد بها الهبة: وحذيفة منقول، تصغير حذفة، وهي الرمية بالعصا.
ويلقب حذيفة الخطفي بقوله:
يَرفَعنَ بالليل إذا ما أَسْدَفَا ... أعْناقَ جِنَانٍ وهامًا رُجَّفا
وعَنَقًا باقي الرسيم خَيطَفا
ويروى خطيفا، وهو السريع.
ويكنى جرير: أبا حرزة، بابن كان له، والحرزة: الفعلة من حرزت الشيء، إذا حرصته، والحرزة أيضًا: خيار المال، وفي الحديث: " لا تأخذوا من حررات أموال الناس شيئًا ".
والحرزة - أيضًا -: حموضة اللبن.
وقبل بيت جرير:
إنَّ العُيُونَ الَّتي في طَرْفها حَوَرٌ ... قَتلْنَنَا ثم لم يُحْيِينَ قتلاَنا
1 / 20