ومدسوسة رغم ورودها في طيات بعض كتب الحديث المعتبرة ، لان رسالة الانبياء تفرض ان يكون النبي المرسل في اي زمان كان ، بعيدا عن مثل تلك التقولات ، كي ينجذب اليه الناس برغبة وشوق ، وان لا تتوفر فيه اشياء تكون سببا لتنفرهم منه وابتعادهم عنه ، كالامراض والعيوب الجسدية ، والاخلاق السيئة ، والافعال الباطلة ، والجهل بالامور والنسيان وغير ذلك ، لانها تتناقض مثل هذه الامور مع فلسفة الرسالة السماوية.
فالقرآن الكريم يقول في شأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) (1).
هذه الآية وغيرها دليل على ان النبي يجب ان لا يكون بحالة تجعل المحيطين به يتنفرون منه ويبتعدون عنه وكذلك بقية الانبياء الكبار مثل : آدم ، ونوح ، وابراهيم ، وموسى ، وعيسى ، وايوب ، ويوسف ، ويعقوب ، وغيرهم الكثير الذين قدوتهم وسيدهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وعليهم اجمعين.
وعلى سبيل المثال نرى في تلك الروايات والقصص الكاذبة والخرافات التفاهة ، التي لا تليق بمقام الانبياء ما ورد في بعض كتب الحديث والتفسير حول قصة النبي ايوب عليه السلام القول : بان الدود غطى جسم النبي اثناء فترة مرضه وتعفن جسده بحيث ان اهل القرية ضاقوا به ذرعا واخرجوه من قريتهم ورموه على المزبلة.
او ما روي عن النبي داود عليه السلام انه كان في محرابه يصلي ويعبد الله ، فاذا بطائر مذهب قد وقع بين يديه ، فاعجبه فقام لياخذه فطار الطائر فوقع على حائط جيرانه اوريا بن حنان فصعد النبي داود عليه السلام الحائط ليأخذ الطير ، واذا
Halaman 9